منتديـــــات موقع اجتماعي
أهلاً وسهلاً بك في منتديات سبينة ,نرحب بك عضواً بيننا في الموقع .اضغط زر تسجيل للانضام الينا
ولاتنسى تفعيل العضوية من الايميل الخاص يك.
منتديـــــات موقع اجتماعي
أهلاً وسهلاً بك في منتديات سبينة ,نرحب بك عضواً بيننا في الموقع .اضغط زر تسجيل للانضام الينا
ولاتنسى تفعيل العضوية من الايميل الخاص يك.
منتديـــــات موقع اجتماعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أول موقع اجتماعي في
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عبد الباري عطوان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن الخيام
عضو مميز
عضو مميز
ابن الخيام


295

5981
السٌّمعَة : 14
05/06/2009
الموقع www.Sbinah.com

عبد الباري عطوان Empty
مُساهمةموضوع: عبد الباري عطوان   عبد الباري عطوان I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 10, 2010 11:54 am

عبد الباري عطوان 272d9cefd8

عبد الباري عطوان


عبد الباري عطوان، كاتب وصحفي فلسطيني ولد في مخيم للاجئين بمدينة دير البلح في قطاع غزة 1950، ويتولى الآن رئاسة تحرير القدس العربي الفلسطينية اليومية بلندن.

-حياته

عبدالباري عطوان من مواليد 1950 هو صحافي فلسطيني مقيم في لندن، رئيس تحرير جريدة "القدس العربي" اللندنية . ولد عطوان في مخيم للاجئين بمدينة دير البلح في قطاع غزة وهو واحدٌ من أحد عشر طفلاً لعائلة من تنحدر من أسدود ، بعد الانتهاء من الدراسة الإبتدائية في مخيم رفح للاجئين في غزة. أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في الأردن، عام 1967، ثم في القاهرة بمصر. وفي عام 1970 التحق بجامعة القاهرة . تخرج بتفوق من كلية الاعلام . ثم حاز دبلوم الترجمة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. بعد التخرج عمل لجريدة البلاغ في ليبيا، ثم جريدة المدينة في السعودية. وفي عام 1978 انتقل إلى لندن، حيث استقر، ليعمل في جريدة الشرق الأوسط و"مجلة المجلة" السعوديتان الصادرتان في لندن. في عام 1980 أنشأ مكتب لندن لجريدة المدينة، وفي عام 1984 عاد إلى جريدة الشرق الأوسط. وفي عام 1989 تم تأسيس جريدة القدس العربي في لندن وعـُرض على عبد الباري عطوان رئاسة تحريرها. ومنذ ذلك الحين يقوم برئاسة تحريرها.

-كتبه:

1-القاعدة التنظيم السري

عبد الباري عطوان هو الصحافي العربي الوحيد المقيم في الغرب، الذي حظي، إضافة إلى الكاتب البريطاني روبرت فيسلك، بفرصة لقاء أسامة بن لادن ومحاورته، بناء على طلب الأخير، في مخبئه في تورا بورا. وهو في هذا الكتاب يروي بعضاً من يوميات زعيم تنظيم "القاعدة" وطريقة عيشه، فضلاً عن تطلعاته المستقبلية وخلفيات نقده عدداً من الأنظمة العربية. ويتطرق إلى علاقة بن لادن بكل من أيمن الظواهري وأبي مصعب الزرقاوي وسواهما. يسلط هذا الكتاب الضوء على دور "القاعدة" في العراق منذ ما قبل الغزو الأميركي إلى اليوم، ويغوص عميقاً في تحليل الاستراتيجية العسكرية والسياسية والاقتصادية التي يرتكز عليها التنظيم، وأول أهدافها القضاء على المشروع الأميركي للمحافظين الجدد. كذلك يظهر الدور الذي يضطلع به "القاعدة" في أوروبا طريقة عمل شبكة خلاياها واتصال بعضها ببعض. ويبين أسباب عجز الاستخبارات الغربية عن كشف الهجمات قبل حدوثها. ويذهب المؤلف أبعد من ذلك، فيعدد الأخطاء التي اقترفتها "القاعدة"، وأبرزها فتوى تجيز قتل الصليبيين واليهود. كتاب أحدث رجة مدوية لدى صدوره، فنقل إلى بضع لغات، ولا تزال قراءته مفيدة وممتعة.

2-وطن من كلمات

صدرت عن دار الساقي للنشر في لندن الطبعة الأولى من مذكرات عبد الباري عطوان "وطن من كلمات". كما وضع عطوان عنوانا آخر يوجز مضمونه وهو: "رحلة فلسطينية من مخيم اللاجئين إلى الصفحة الأولى". ويهدي عبد الباري رحلته التي بدأت مصاعبها القاسية بقسوة صقيع الشتاء في مخيم دير البلح، في قطاع غزة إلى "الأطفال اللاجئين في العالم كله، خصوصا أطفال المخيمات في فلسطين والمنافي". كما يخص بإهدائه في الوقت نفسه الكاتبة الراحلة مي غصوب، إذ "لولا إلحاح مي غصوب واقناعها لما كان لهذا الكتاب أن يصدر". ويقع الكتاب في 271 صفحة يسجل فيه عطوان محطات بارزة في رحلته الصعبة من مخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين، في قطاع غزة، إلى المشاركة في صنع الصفحة الأولى لصحف عربية عدة، من "البلاغ" الليبية، إلى "المدينة" السعودية، ثم "الشرق الأوسط" اللندنية، حتى "القدس العربي"، اللندنية أيضًا التي أمضى فيها تسعة عشر عاما في تجربة مهنية وإعلامية متميزة. "وطن من كلمات" موجه إلى جمهور يقرأ بالانجليزية، لذا يقول عطوان إن تفاصيل مهمة من مذكراته سوف تتضمنها النسخة العربية التي لا يعرف متى سترى النور. أما بالنسبة للنسخة الإنجليزية فهناك ثلاث دور نشر عالمية، كندية وفرنسية، وإسبانية، أبدت اهتماما بشراء حقوق النشر. الغلاف الأخير للكتاب شهادة من الكاتبة بولي توينبي تتفق فيها مع تصور الكاتب لما قدمه في كتابه، تقول: "إن هذا التصوير للحياة والأوقات التي عاشها صحفي مميز، يوفر رؤية داخلية للعالم كما يراها شخص ولِد وتربى في معسكر لاجئين فلسطينيين في غزة. إن الصوت الموثوق لعبد الباري عطوان، وكتابته التصويرية الحادة، يعيدان إلى الحياة طفولة مليئة بالأحداث وسط صعاب وأحداث مأساة منطقة الشرق الأوسط".

- أسلوبه

مقالات عبد الباري عطوان ولقاءته التلفزيونية تتميز بالصراحة التي تثير العديد من المسائل الخلافية، فترضي الكثير وتثير أعجابهم وتغضب الكثير. ولئن يعتبره البعض قاسياً، يعتبره البعض الآخر بطلاً وصوتاً معبرا عن مشاعر الجماهير العربية المسحوقة والصامتة. وكثيرا ما يظهر الأستاذ عطوان على شاشات الفضائيات العربية والاجنبية، ولاسيما على شاشة الجزيرة. وكان عبد الباري عطوان آخر من قابل أسامة بن لادن وظل ينعته "بالشيخ بن لادن" حتى في المقابلات مع الاعلام الغربي.

-أنشطته المهنيه

.تحرير جريدة القدس العربي

استمرار جريدة القدس العربي منذ عام 1989 هو انجاز معتبر لأي صحيفة تصدر في المهجر. وبالرغم من منع توزيعها في بعض الدول لفترات مختلفة إلا أن الجريدة نجحت في تنمية عدد قرائها، وقد ساعد في ذلك استعمالها المبكر للنشر المجاني على الإنترنت وكذلك طاقم التحرير الضئيل.

.جوائزه

رشح الصحافي عبد الباري عطوان، رئيس تحرير "القدس العربي" اللندنية، لعضوية لجنة تحكيم الجمعية الملكية للتلفزيون في بريطانيا، ليصبح بذلك أول عربي يترشح لهذا المنصب. يُذكَر ان الجمعية الملكية للتلفزيون تتولى تقييم الاعمال التلفزيونية، البريطانية والدولية، وتمنح جوائز سنوية للاعمال الفائزة، وتعتبر من أهم الجوائز على المستويين المحلي والعالمي. وتشمل قائمة الجوائز الممنوحة مجالات تغطية الاخبار المحلية والدولية، أفضل برنامج اخباري، القناة الاخبارية للعام، أفضل مذيع اخباري، اصغر صحافي للعام، أهم قصة اخبارية، وغيرها من الجوائز الخاصة بالاخبار، والتي تعتبر محط انظار اغلب الاعلاميين في العالم.

حصل على جائزة التواصل الثقافي شمال- جنوب لسنة 2003 مناصفة مع إيغناسيو راموني, من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية (شعبة السياسة) بجامعة لندن.

. مساهماته

ساهم في تأطير العديد من الورشات حول الشرق الأوسط بالجامعات البريطانية كما بالجامعات العربية. ساهم في العديد من الدورات السياسية حول قضايا الشرق الأوسط بالعالم العربي كما بالغرب. متحدث ممتاز وبدون كلل لفائدة القضايا العربية ب "CNN" كما ب "سكاي" و "ITN" و ال "PBS" الإذاعية والتلفزية. من اشد الداعمين والمدافعين عن القضية الفلسطينية و القضية العربية و من اشد المنتقدين للأعداء والمتآمرين حكاما كانوا أو غير ذلك.

-يتمني الا تقرأ زوجته هذا الحوار

يتمني الا تقرأ زوجته هذا الحوار عبد الباري عطوان:ولدت في جمهورية الفقر والجوع والانيميا ذاكرة مليئة بالحكايا والقصص، لطفل اسمه عبد الباري عطوان، ولد بخيمة في شهر شباط (فبراير) عام 1950 في دير البلح الصغيرة والجميلة القابعة علي البحر المتوسط، بين نخيل شامخ وباسق، نخيل علمه الشموخ ورفع رأسه عاليا، عاش طفولة بائسة وفقيرة لكنها في رأيه متميزة وعادلة، حيث الجميع متساوون في الجوع والمعاناة والانيميا، ملابسه وملابس سواه في المخيم مما كانت توزعه وكالة الغوث، والمدرسة التي التحق بها وأقرانه هي ذاتها، ولأنه ـ كما يقول ـ ابن مخيم كان لزاما عليه ان يقاتل كل شيء، حتي الوطاويط علي حبة البلح، كان يجري ورفاق الطفولة وراء عصفور محاولين امساكه، ويركضون وراء الصيادين لاختطاف سمكة منهم. ضمن ثقافة تدعي ثقافة المخيم عاش الناس ذات المحن وذات الظروف، وكأن جمهورية المخيم كانت مثل جمهورية أفلاطون لكن في الفقر وفي الجوع والمرض وأكل السردين باعتبار انه الارخص، والتمر الذي توزعه وكالة الغوث، وبقدر ما تركت أثرها فيه، فقد علمته المثابرة والكفاح من أجل لقمة العيش، لكنها خلفت في اعماقه عقدة الخوف من المستقبل والجوع، في ظل غياب خيارات العمل. من بلدة علي البحر المتوسط تدعي سدود أو أشدود والتي يقال عنها انها كانت أقدم ميناء في التاريخ، نزح اهله كما بقية الفلسطينيين بعد حرب 1948 باتجاه دير البلح، تحت تهديد سلاح الجنود الإسرائيليين، حاملين معهم القليل القليل علي امل العودة التي لم تتحقق، فكبر سؤال داخله: كيف لاناس آمنين وبسطاء الي حد السذاجة ان يعاملوا بتلك الطريقة الوحشية والبشعة . أب وأم وسبعة ذكور وثلاث اناث كلهم عاشوا في خيمة، ولو ان والده لم يمت وعمره 42 عاما لكان عددهم 20 الي 25 ولدا، حيث الطموح آنذاك كان الانجاب. كانت عيون أبي زايغة، ويبدو انه كان حاطط عينو علي أرملة، وعندو مشروع زواج منها، كنت أشوفو دائما يصيبه الحبور والانبساط عندما تمر، وقد تعطرت أكثر من اللازم، صحيح كان عمري 14 عاما لكني فهمت ان والدي عاشق، الا ان القدر لم يمهله، كان ابي يحبني كثيرا لانني كنت متفوقا في الدراسة، لكنه في الوقت نفسه كان يضربني كثيرا لانني كنت متمردا وعنيدا وارفض بعض قراراته وأجادله فيها، وعلي ذمة والدتي انه كان يقول لها اذا بينفع في اولادك واحد فهو عبد الباري، ولأنني الأوسط كنت احظي بالضرب بينما الكبير والصغير يحظيان الدلال، لكن يبدو ان الضرب أثمر بدليل انني وصلت الي ما انا عليه اليوم ، ثم غرق محدثي في ضحكة عميقة وكأنه استعاد كل المواقف، فنهضت ذاكرته حية من جديد، واسترسل في الكلام المباح.

في دير البلح

للحديث عن الام شجون خاصة، فهي شمعة العائلة وزينة الدار، جهة القلب وتاج الرأس، تتعب.. تسهر.. تعد ايام عمرها من خلال عمر أولادها: كان علي امي تربية عشرة اولاد في ظل غياب أبي الذي تركها في عز صباها، في ثلاثينيات عمرها، عانت كثيراً من أجلنا، كانت امي خفيفة الظل ولانها تتقبل المزاح كنت أناديها باسمها وتحببا يا ظريفة أمي امرأة عظيمة ككل النساء العظيمات، وإنسانة ذات قدر كبير، تحملت التعب وشظف العيش، عاشت في المعسكر وماتت فيه، لم تكن تجربتها سهلة لهذا لم تستمتع بحياتها، ورغم اننا حاولنا توفير اجواء الراحة لها الا ان هذا جاء متأخرا، كان علي امي ان توزع الحب والحنان علي عشرة اولاد، كل واحد ينتظر دوره ليحظي ببعض من هذا الحب وذاك الحنان، امي مثل اي ام فلسطينية رائعة تغسل وتطبخ وترعي عشرة اولاد، والمعيل الوحيد بعد وفاة ابي هو أخي الذي كان قد تعاقد للعمل بالتدريس في السعودية، أذكر ان امي ربت الحمام والدجاج وجلبت الماعز لتوفر لنا الجبن واللبن، كنا نتقاسم زغلول الحمام وورك الدجاجة، حقا لعبت دورا كبيرا في حياتنا وكانت تعمل من لا شيء شيئا وتحاول تغذيتنا بشتي الطرق والوسائل، حيث لم يكن بمقدورها شراء اللحم من السوق . كانت الاحذية بالنسبة لنا كأطفال مجرد قيد، ليس لاننا نملكها ولا نريد انتعالها، بل لان اقدامنا لم تعتد عليها، ولم نكن نملك نقودا لشرائها، انا مثلا لم البس حذاء الا عندما أصبح عمري ست سنوات، ليس لانني كبرت، بل لان قانون المدرسة فرض علي الطلبة عدم الذهاب اليها حفاة، كنت قد ورثت حذاء عن أخي الأكبر الذي اخذه من الاونروا التي كانت تعطي احيانا مع الملابس احذية، بقي هذا الحذاء مدة طويلة ربما لجودته، أو لان مهمته كانت محصورة بانتعاله أثناء الاصطفاف في الطابور فقط، بعدها اخلعه واضعه في الحقيبة، كلما صغر الحذاء علي قدمي أحدنا ينتقل بشكل اتوماتيكي الي الاخر، لكن بشكل عام تسطحت اقدامنا بسبب السير حفاة، وبسبب الحذاء الضيق .

بداية الوعي

اعطيات الاونروا كانت مثل هدية ثمينة، فيها يجد أبناء المخيمات فرصة لستر اجسادهم النحيلة، كانت هذه الاعطيات رغم عيوبها تفرح اي طفل أو اي شاب أو رجل، لانها غالبا غير مناسبة ومضحكة، ومن الممكن ان يرتدي رجل سترة نسائية أو قيمصا نسائيا دون ان يعرف ذلك، المهم عنده ان يحمي جسده من البرد. وبين كوميدية المواقف وتراجيديتها كان ينتقل بسرعة من خلال حركات وجهه ويديه أو بقهقهة وربما بابتسامة ساخرة: كنا مساكين فقراء، نرضي بان تتحول اكياس الطحين التي كتب عليها هدية من الشعب الأمريكي ليس للبيع أو المبادلة الي شراويل لتأتي الكتابة والحبور بهدايا لم يكن هناك بديل عنها، آنذاك لم تكن عند اي واحد منا نزعة عداء تجاه الامريكان فالموقف الأمريكي عام 1956 من أزمة السويس كان جيدا، ذا اجبر الإسرائيليين علي الانسحاب من قطاع غزة الذي انتمي اليه، بل كان العداء لبريطانا وفرنسا، اي للدول التي استعمرتنا وساعدت في تشريدنا، كما ان للانروا فضلا علينا لانها كانت تقدم لنا شهريا الزيت والسكر والتمور والاجبان، وتعمل لنا تغذية اضافية، فنختار ضعاف البني من الاطفال والذين يعانون من الانيميا ونوفر لهم وجبة يومية أثناء الدراسة، ولانني كنت ضعيف البنية كنت ضيفا مزمنا علي هذه التغذية البيتية، وفقر أب يعاني من قرحة معدة توفي بسببها . سن الثانية عشرة كانت جيدة لبدء تلمس الوعي السياسي، فشقيقه الأكبر كان مدمن قراءة الجرائد والمجلات القديمة التي يشتريها ويأتي بها الي البيت، لتتوافر لعبد الباري فرصة القراءة، بدءا من موضوعات الفن والفنانين مثل كل الناس، مرورا بقراءة التحقيقات السياسية، وانتهاء بعيون الادب العالمي المترجمة مثل البؤساء لفيكتور هيغو و العجوز والبحر لهمينغواي و الجريمة والعقاب لدوستويفسكي التي كانت معقدة بالنسبة له وهو في سن الخامسة عشرة، فقد عاني من اجل فهمها واكمالها، ومن ثم التفاخر امام اصحابه بأنه اكملها.

الطريق الي عمان

عام 1967 عندما اندلعت الحرب فضلت له عائلته مغادرة فلسطين متوجها نحو الأردن لمتابعة دراسته واعالتها بعد حصوله علي وظيفة، فعائلته لا تريد ان تخسره، ولا تريد ان يكون ابنها جزءا من تاريخ ربما يعاد ثانية، أي حينما احتلت إسرائيل قطاع غزة وقامت بعملية تصفية الذكور من سن السابعة عشرة الي سن الخمسين كي لا يصبحوا فدائيين، وهكذا ترك أهله ووطنه، وصورة كانت عالقة في ذاكرته عن ابنة الجيران التي أحبها بداية مراهقته اي عندما كان عمره حوالي 14 عاما، صبية في عمره ليست جميلة وقصيرة القامة، فالحب اعمي كما يقول، الا انه فشل في لفت نظرها، رغم انه حاول مغازلتها ومحادثتها وكتابة الشعر لها. ذهب اهلي الي الاسكافي وطلبوا منه وضع 30 جنيها في نعل حذائي، ثم رافقني عمي الي موقف الباص لاذهب الي عالم مجهول مخيف ليس لي فيه اصحاب واقرباء، المهم وصلت الي عمان ونزلت في الفندق العربي الذي يمتلكه سوري قومي، تعاطف معي واعطاني سريرا علي السطح بسعر زهيد، عندما نمت ربطت قدمي بالسرير لان امي اوصتني الا اسكن في ابنية عالية كي لا امشي أثناء النوم وأقع، لاني كنت اعاني من هذه المشكلة، ورغم انني جئت من اجل اكمال دراستي الا انني لم التحق بالجامعة لان التعليم فيها مكلف، فاضطررت للعمل بعد ثلاثة ايام من وصولي في الشركة العربية للمعلبات، وتقاضيت من أول مهنة في حياتي 30 فلسا في اليوم، كما كنت اكسب عشرة فلوس اخري اذا عملت ساعات اضافية، لاعيش واشتري بعض المجلات والكتب مثل الاسبوع العربي و الحوادث و الطليعة و الكاتب من سوق السيل الشعبي، وارسل لاهلي مصروفا، في حين كنت احرص يوم الجمعة علي دخول السينما، والاستمتاع بوجبة في مطعم شعبي اسمه الهنيني، بوجبة الكفتة بالطحينة الدسمة جدا، والرخيصة أيضا ربما لانها مصنوعة من الكرشة والامعاء . في عمان رأي ان أبناء المخيم فيها أكثر رقيا من أبناء مخيمات فلسطين، حيث بامكانهم الحصول علي فرص عمل في عاصمة مزدهرة، في حين ان امثاله القادمين من مخيمات فلسطين يعيشون الظروف الاسوأ، كان يري كمراهق ان بنات مخيم عمان أنظف، واكثر اشراقا، خدودهن متوردة، يلبسن البنطال ونصف الكم، وبلوزات ضيقة ويبرزن مفاتنهن، وهذا ما لم يعتد عليه بين بنات مخيم دير البلح المسكينات اللاتي يعانين من الانيميا، فالفوارق الطبقية كانت موجودة وفاضحة بين الفلسطينيين، لهذا لم يفكر حتي بالنظر الي فتاة من طبقة تختلف عنه، ورغم انه اليوم رئيس تحرير صحيفة الا ان أبناء الطبقة الغنية من الفلسطينيين لا تعترف به كما يشير، صحيح انهم يجاملونه، لكنهم وكما يشعر يصفونه بالفلاح واللاجئ، وهو في المقابل يتساءل من هؤلاء الاغنياء حتي يكونوا أفضل منه. وفي السنة الثانية من وجوده في عمان عمل سائقاً في أمانة العاصمة، حيث لم يتخيل يوماً أن يبقي مجرد عامل، كان مستمتعاً كمراهق في عمله الذي أشعره أنه أصبح محط اهتمام بنات الجيران، لدرجة أن واحدة منهن حاكت له بلوفر صوف مكتشفاً فيما بعد أنها حاكت خصلة من شعرها مع الخيوط، ورغم أنه أصبح بالنسبة للفتيات مشروع عريس إلا أنه قاوم المغريات وما أكثرها.

الرحلة في اتجاه مصر

وصل شقيقه الأكبر خريج جامعة المنوفية قسم الهندسة الزراعية إلي عمان قبل أن يسافر إلي السعودية التي تعاقد فيها للعمل في نجران التي كانت بدائية جداً، محتملاً الحياة الصعبة والظروف القاسية من أجل أهله، مضحياً بجماله ووسامته، علماً أنه كان محباً للحياة والرقص والدبكة والتدخين، فحبه للحياة جعله يرفض الزواج إلي أن توفي.. ولأنه مؤمن بي بشكل غير عادي، فقط طلب مني إكمال تعليمه وتحقيق طموحه في مصر، فسافرت إليها عام 1969. عملت لجوءاً إنسانياً عند ابن خالتي في الاسكندرية، حاملاً معي كمية من الارز والسكر، وحصلت علي البكالوريا من مدرسة العروة الوثقي التي أسسها جمال الدين الأفغاني، فيها عشت أجمل أيامي الدراسية، حيث أعفيت من طابور الصباح لأنني فلسطيني، كما كلفت في كل مناسبة وطنية بكلمة فلسطين علي أساس أنني المناضل الكبير عبد الباري عطوان ، وانا متأكد انها لم تكن كتابتي عظيمة، لكن المقاومة كانت في اوجها، كل ما اذكره انهم كانوا يصفقون لي كثيرا، ويجلسونني في الصف الأول، ثم التحقت بكلية الاداب في القاهرة قسم الصحافة متحديا رغبة اهلي ومحيطي، الذين رأوا انه لا جدوي من دراستي في ظل غياب الدولة الفلسطينية والصحافة الفلسطينية والعربية، لم استسلم لانني شعرت ان الصحافة هي الوحيدة التي تكسر الفوارق الطبقية، وان هذه المهنة هي نافذتي، والصحافي هو الوحيد الذي باستطاعته مقابلة الشخصيات الكبيرة مثل الوزراء والرؤساء والملوك، معتبرا ان في داخلي امورا كثيرة يجب الا تموت، بل لا بد ان اعبر عنها . الناس ايامها كانوا يخافون من كلمة صحافة لانها برأيهم مرتبطة بالسياسة والأنظمة والقمع والاعتقال والموت، كان اهله خائفين الا يجد ابنهم عملا، وكي يبدد هذا الخوف ويضمن مستقبله انتسب الي جانب قسم الصحافة للجامعة الأمريكية بالقاهرة لدراسة الترجمة، كماحصل علي رخصة قيادة، لم يكن يريد يوما ان يبدو امام من تحداهم فاشلا في حال لم يجد فرصة في الصحافة، كما انه حرص منذ البدايات ان يكون صحافيا مستقلا، فرفض عرض مسؤول اتحاد الطلبة العمل في الاذاعة الفلسطينية، حين كانت فتح اقوي التنظيمات وتمتلك امكانيات كبيرة ومالا كثيرا، ورفض لانهم كانوا يريدون تجنيده وتنظيمه وهو لا يريد، رغم حاجته الماسة للمال. كنت أفضل البقاء إنسانا حرا، لست منتميا الي اي تنظيم أو فصيل، وهذا ما انا عليه الآن، صحيح انني عضو مجلس وطني فلسطيني مستقل، لكني والله لم اترشح ولم اختر ذلك بل قرأت اسمي في الصحافة ككل الناس بعد ان اخبرني مراسلنا في عمان عام 1989. وبشكل عام كنت اقرب للجبهة الشعبية فكرياً ببعدها الأممي، من فتح المعتدلة ذات البعد الاقليمي، بل اقرب للتطرف، فأين يكون تطرف انا معه، والي الآن ما زلت كذلك لهذا انخرب بيتي . الرحلة الي مصر ام الدنيا بالنسبة له نهاية الستينات وبداية السبعينات كانت بمثابة انعتاق، وعودة للسياق الطبيعي اي للمهمة التي خرج من اجلها من فلسطين، اما القاهرة فهي الوعد الجديد بالثقافة والحلم بالعلم وحمل شهادة جامعية للارتقاء بنفسه وبعائلته، وهذا ما حدث. خرج من مصر بشهادتين، واحدة في الترجمة والاخري في الصحافة، كما اكتسب مخزونا كبيرا من الثقافة، فقرأ واطلع وتابع المسرح الخاص والعام، وتعرف الي اصدارات الاهرام و الاخبار ودار المعارف الشهرية من الكتب. اذكر انني في اخر سنة صحافة، كان عندي تدريب في دار الهلال في مجلة المصور ، فسألني المشرف عن الاماكن التي احب التدرب فيها فأجبته انني اريد القسم الفني، قال لي يا راجل انت فلسطيني وعيب تكون محررا فنيا بل سياسيا، اجبته: لاني سأكون مستقبلا في القسم السياسي، لهذا اجد ان هذه فرصتي الوحيدة للتعرف علي هذا العالم، وهذا ما كان، ايامها كانت ليلي حمادة وصفية العمري وهاني شاكر ونيللي، وعملت عنهم مواد صحافية فأخذها مشرف اسمه ممدوح أبو زيد ونشرها باسمه بعد اجراء بعض التعديلات، لانه يوجد في مصر ديكتاتورية الأسماء، وبيروقراطية غير عادية، فاسم رئيس التحرير ينزل ببونط 16 مثلا، واسم نائبه ببونط 14، والصحافي الجديد بونط 9 .

الكاتب الكبير

اكمل دراسته، وانتهت اقامته، كما انتهي ايجار الشقة، وكان لزاما عليه ان يغادر القاهرة، فقد طلب منه الرحيل لانه كان مشاغبا ويكتب ضد النظام وضد السادات ايام المد الثوري في الجامعة وتحديدا سنة الضباب، ومن رموز الحركة الطلابية آنذاك، محي الدين الصباحي. لم تكن امامه خيارات كثيرة، الي ان جاءته فرصة ايصال سيارة الي ليبيا وتحديدا الي طرابلس شرط ان يقودها بما انه سائق محترف، حين وصل مع صاحب السيارة الذي اعطاه 10 دنانير شفقة، توجه الي اوتيل يعمل بنظام الدور، بحيث ينام سبع ساعات فقط، ليأتي غيره وينام علي الفراش نفسه سبع ساعات وهكذا. تقدم للعمل في الصحافة الليبية فلم يقبل لان كل السياسيين العرب هناك صاروا صحافيين، لدرجة تحولت معها الصحافة هناك الي صحافة مقالات. مرة اخري عمل لجوءا إنسانيا عند ابن عمه في غريان التي تبعد 90 كم عن طرابلس، فعرفه علي صديق يعمل في جريدة البلاغ التابلويد، طالبا منه كتابة مقالات مقابل مبلغ معين، حينها وجد عبد الباري في جريدة التايمز التي اشتراها من طرابلس معلومات عن تسليح أمريكا لايران، فكتب مقالة هاجم فيها الشاه بعنوان ماذا تهدف أمريكا من وراء تسليح شاه إيران ، وذهب ليسلمها الي الجريدة، لكن قيل له ان التعليمات تقضي بمنع الهجوم علي الزعامات الإسلامية، ترك الصحافي المبتديء انذاك المقال الذي كان فاتحة خير عليه وخرج غاضبا. بعد يومين كانت الدنيا مقلوبة، بعد نشر المقال في صفحة كاملة من جريدة البلاغ والعنوان ببونط احمر كبير، وبعد ان نقل كل من التلفزيون والاذاعة ما جاء في مقالي، قائلين انه بقلم الكاتب الكبير عبد الباري عطوان، راجعت الجريدة لأعلم ان رئيس التحرير يبحث عني. حين قابلته طلب ان اختار بين العمل معه أو مع صديقي عبد الرحمن شلقم وكان ايامها رئيس تحرير مجلة الوحدة العربية ، أو مع جريدة الفجر الجديد وبرواتب عالية، وانا كعادتي اخترت الجريدة المغضوب عليها، اي البلاغ علي أساس انها التي اهتمت بمقالتي. بعد سنة كنت في زيارة أخي في جدة، وهناك حصلت علي فرصة عمل في جريدة المدينة ، لكن عندما تقدمت اليها قيل لي انهم لا يعترفون بالشهادات، بل يريدون محررا مترجما، واذكر ان سباعي عثمان هو من اختبرني. بعد اربعة ايام من الاختبار اوصي بتعييني علي أساس ان لغتي العربية والانكليزية جيدة، وما ان أصبحت وسباعي صديقين حتي اكتشفت انه لا يعرف الإنكليزية، فسألته علي اي أساس قيّم عملي، اجابني: لغتك العربية ممتازة. بدا ضيف الحوار وكأنه استعاد الموقف بكامل تفاصيله وضحك متمتما . عندما تغير رئيس تحرير المدينة حاول الحرس القديم التآمر علي الرئيس الجديد فتعاطف معه عبد الباري واظهر تعاونه، لانه وجد فيه الرجل العلمي والعملي والمهني. بعد شهرين اخبره انه يريد الذهاب الي الإمارات التي كان يجدها أفضل من السعودية فهي أكثر انفتاحا وراحة، لكن رئيس التحرير أبدي رغبته في بقائه معهم. سألني حينها عن راتبي، لاخبره انني لم اتقاض اي مبلغ منذ ان عملت في الجريدة، فطلب مني تحديد المبلغ الذي اريده، ورغبت في مهلة لاسأل أخي الذي يتقاضي 700 ريال، فقال لي اطلب 1500 ريال وبدل سكن شهرين، وفي اسوأ الاحوال يعطوك الفا، عدت لرئيس التحرير وقلت له والله انا اقل من 1500 ما باخذ وكمان بدي شهرين بدل السكن، فأخبرني ان بامكاني مراجعة الشؤون الادارية في اليوم التالي لتوقيع العقد، وكاد يغمي علي حين وجدت الراتب 3000 ريال، وبدل سكن اربعة أشهر و500 ريال بدل مواصلات، مع احتساب المدة التي عملتها، عدت الي أخي ومعي حوالي 25000 ريال، فاشتريت له مكيفا وثلاجة وجهاز تلفزيون، صرت فيما بعد اعطيه راتبي بعد اقتطاع جزء منه، مصروف سيارتي المازدا الكحيانة .

الشرق الأوسط والقدس
القدس العربي

مع الايام تحسن وضع الجريدة وزاد توزيعها ودخلها الاعلاني عشرة اضعاف، لكنه شعر انه زهقان لهذا صار يكتب بجرأة ليطاردوه ويتغير ايقاع حياته الرتيبة، من خلال عمود يومي سياسي استلمه بدلا عن زميل تعرض للمرض، اعجب القراء بكتابته وهكذا بقي صاحب العمود الجريء الذي عمل ضجة ايام كانت أحداث لبنان مشتعلة والمقاومة في عزها. لم يخفف عطوان من جرأته وحدته حتي عندما وصل رئيس البرلمان اللبناني حسين الحسيني الي السعودية في زيارة رسمية، وقام الاخير بشتم المقاومة، حينها هاجمه في مقال اعتقد الناس من خلاله انه مدعوم ومحمي، وعلي هذا الأساس بامكانه الكتابة عما يريد، علما انه حينها لم يكن مقيما شرعيا في البلد. ذهبت الي لندن بعد تعاقدي مع الشرق الأوسط وحين وصل وزير الاعلام آنذاك محمد عبده يماني اليها طلب مقابلتي، فذهبت للقائه فقال لي احسن قرار سمعته في حياتي هو انك جئت الي لندن لانني كنت خائفا ان يطلب مني ترحيلك، ونحن نحب كتاباتك، نعم اعترف اليوم انني كنت مجنونا آنذاك اكتب بشكل غير مألوف في بلد محافظ . واخيرا وصل عبد الباري في الثمانينات الي لندن، ذاك الصحافي الفلسطيني الذي اسس لنفسه حضورا في مصر وليبيا والسعودية، حاملا خوفه معه، من الاعتقال والبوليس، وخنق الحريات، ولم ينسحب هذا الخوف منه الا بعد حصوله علي الجنسية البريطانية، ليدرك حينها ان احدا لن يهدده بسحب جنسيته، ويطارده، أو يعتقله دون سبب، وليتأكد انه أصبح مواطنا حرا. بقيت في الشرق الأوسط الي ان ظهرت فكرة القدس العربي المشروع الفلسطيني، ايام كانت منظمة التحرير والانتفاضة في عزهما، وفترة اعلان الدولة الفلسطينية عام 1988، حيث قرر اصحاب جريدة القدس المحلي اصدار طبعة دولية واختياري لاكون رئيس تحرير لها، من هنا رأيت انه علي هذه الجريدة ان تكون قفزة اعلامية حقيقية، كما قررت من اليوم الأول ان تكون مختلفة، ليست جريدة نظام، بل جريدة العرب، بعد سنة دخل صدام حسين الي الكويت فأخذت موقفا معاكسا للغالبية الساحقة اي ضد أمريكا والمشروع الأمريكي الذي كنت اعرف انه سيدمر المنطقة العربية، في البداية امسكت العصا من منتصفها، وطالبت بوجود حل بين العراق والكويت، لكن عندما صدر قرار الجامعة العربية، ووصلت القوات الأمريكية كتبت افتتاحية قلت فيها نحن نحب الكويت لكننا نحب العراق أيضا. وان القوات الأمريكية جاءت لتحتل العراق وتهين الشعب العربي. ونحن في هذه الحالة ضد الخندق الأمريكي .

خارج السرب

بدأت معركة رئيس تحرير القدس العربي مع الأنظمة لأنه غرد خارج السرب، ولأنه كان دائماً مع المعسكر الخاسر، ففي قناعته أن 80% من الشارع العربي مع هذا المعسكر، ضد المعسكر الثاني الأثقل لأنه ضم دول الخليج حيث الثقل المادي، ومصر الثقل البشري الضخم والتاريخي وسورية الثقل الثوري، هذا المعسكر الذي أشعل الحرب ضده، وحطموه كما يقول، فكان أكثر من هوجم في الصحافة العربية الكويتية والمصرية، وهو علي قناعة أنه اتخذ الموقف الصحيح أي موقف الشارع العربي وأنه ظلم كثيراً، وإلي الآن ما زال متمسكاً بموقف الشارع، وما زال مظلوماً.




عطوان في القفص

تغيرت حياة عبد الباري عطوان، ورغم انه قرر عدم الزواج متأثرا بمسيرة شقيقه، الا انه وقع في المصيدة ودخل القفص الذهبي بعد فشل علاقة حبه التي كان يعيشها. لم يكن الزواج اصلا في اجندة حياتي، كان قراري ان اعيش عازبا، فأنا عاشق للحرية، خاصة ان الصحافة اعطتني مجالا كبيرا للسفر والتنقل في معظم الدول الأوروبية، كنت في شبابي مهموما بالتجوال، مسخرا كل طاقاتي كي اعيش الحياة كما هي، لكن فيما بعد وصلت الي مرحلة تعبت فيها من الحرية، خاصة ان حريتي كانت جدا متطرفة، وهكذا تزوجت من احدي قريباتي وذهبت من النقيض الي النقيض، لكني ندمت واكتشفت الفارق بين تعب الحرية وتعب الزواج، فيه شعرت انني فقدت عنصر المغامرة، وانا اليوم مش فاضي ، ورغم ان المرأة جميلة لكنها متعبة وضرة للصحافة، وكأنها وظيفة بدوام كامل، وهذا لا يمنعني من القول ان الرجل اناني يريد كل شيء علي هواه، كما يريد من المرأة ان تكون زوجة من زمن الثلاثينيات، تجلس في البيت ولا تسأله عن اي امر يتعلق بحياته واصدقائه ومعارفه، الرجل يريد امرأة بلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل، وهذا ظلم كبير لها. انجب عطوان ثلاثة اولاد، خالد عمره عشرون عاما وندي 17 عاما وكريم اربع سنوات، وهو نادم وشعر بتأنيب ضميره لانه لم يعش كثيرا مع خالد وندي كثيرا، ولم يستمتع بطفولتهما، ولم يرهما يكبران، حيث كانت جريدة القدس العربي في بداياتها، اما علاقته بابنته فهي حميمية جدا يعاملها وكأنها ابنة السنوات الثلاث، متأسفا ومتعاطفا معها لانها اخذت شكله ولون عينيه، بعكس شقيقيها الذين ورثا شكل امهما. لو عادت بي السنوات الي الوراء لاخترت ذات الطريق، لكن لا اتزوج، وان شاء الله زوجتي ما تقرأ الموضوع، اختار ما اخترته، وأقع في ذات الاخطاء خاصة انني تعلمت كثيرا من اخطائي، فالصحافة انصفتني رغم الهجوم الذي اتعرض له فهو امر طبيعي وهو نابع من مغرضين أو من موجهين، ولو كنت إنسانا نكرة وغير فاعل لما هاجمني أحد، فبقدر حجم الهجوم يكون حجم التأثير، لكن ارفض الدفاع عن الذات، ودائما اسير حسب الآية القرآنية واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما فليقل اي كان ما يشاء، انا اعرف نفسي، ومحبة الناس لي، ويكفيني حين اذهب الي مدينة مثل طنجة يحضر من الاشخاص ما يقارب اربعة آلاف شخص، وعندما اذهب الي تونس يغلق شارع الحبيب بورقيبة بسبب الناس الأمر الذي ابكاني ونزلت دمعتي امام الملأ فكتبت جريدة الشروق التونسية وبكي عبد الباري عطوان كما يسعدني ان اكون في مخيم الوحدات امام حوالي عشرة آلاف شخص فأغلق المخيم، اليس في هذا معني، كل ذلك يمنحني الثقة ويمنعني من الرد.

تهديدات

قبل الحرب علي العراق وصلته رسالة لم يخف منها، وما زال محتفظا بها، معتقدا ان مصدرها أمريكي جاء فيها: انت تحرض الناس ضدنا كأمريكان، وانت ناجح وتأثيرك قوي، وتستغل الفضائيات في التحريض، ونحن نحذرك، ان استمررت سنمنعك من الظهور عبر الفضائيات واذا تمادت جريدتك، سنغلق القدس العربي وانت تتكلم عن عيوب الناس، لكنك نسيت عيوبك، وحتي ان لم يكن عندك عيوب سنخلقها لك، وامامك ارواح، وعليك ان تتحدث عن القضية الفلسطينية بما يؤدي الي دعم عملية السلام، وارجو ان تفهم هذه الرسالة جيدا ، واليوم اجد تطبيقا للرسالة فكل الفضائيات العربية الآن قاطعتني عدا الجزيرة التي تستضيفني بين حين وآخر لرفع العتب وقناة الحوار الفضائية، ثم انني تلقيت الكثير من التهديدات من دول عربية، ومنظمات عنصرية أوروبية متطرفة، مثل كلو كلوكس كلان التي قتلت مايكل اكس ومارتن لوثر كينغ، كما اوصلوا لي رسالة الي البيت وكتبوا فيها نعرف كيف نصل اليك، لكنها لم تؤثر في، وحين يقول لي البعض انهم خائفون علي اجيبهم بأنني لست بأحسن من الذين استشهدوا علي الاقل انا عشت عمري، في حين ان هناك من قتل واستشهد في اعمار مبكرة، ولانني ما زلت قادرا علي العطاء فقد بدأت بتأليف كتاب عن القاعدة واسامة بن لادن لصالح شركة نشر بريطانية كبري، ربما افكر لاحقا بترجمته الي العربية . انتهي اللقاء مع عبد الباري عطوان وقد فاتته الطائرة المتجهة الي لندن، لكنه في حديثه حكي عن قصص لم يقلها لاحد لانه اراد كتابتها، وحسب قوله فقد استدرجته، متمنيا الا تقرأ زوجته اللقاء في المجلة كي لا يقع في مشاكل، هذا هو عطوان الذي يعترف ان ما حققه لم يحلم بأكثر من 10% منه، لكن نجاحه هذا هو بذرة مخيم دير البلح.

المصدر ويكيبيديا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبد الباري عطوان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــات موقع اجتماعي :: القسم الرئسي :: الصالون الأدبي-
انتقل الى: