حالات ال"أنا"
حالات ال"أنا" هي في الأساس مجموعات من الاستجابات العاطفية والتي تدفعنا إلى التصرف وفق أنماط يمكن التنبؤ بها...
خضعت ال"أنا" لتصانيف كثيرة، ومنها تقسيم فرويد الشهير، ولكن أهمها هو ما وضعه العالم إيرك بيرن في نظرية التحليل التفاعلي، حيث اقترح أن للشخصية ثلاثة أجزاء مختلفة أسماها حالات الأنا، وهي:
أب
راشد
طفل
ثم جراء تطوير هذه النظرية خضعت كل من شخصية ال"أب" و ال"طفل" إلى تقسيمات فرعية، وبالتالي أصبح التصنيف على الشكل التالي:
أب ناقد: متحكم، مصدر للأحكام، معاقب.
أب راعٍ: مهتم، راعٍ، داعم.
راشد: حسابي، إحصائي، متخذ للقرارات، عقلاني، موضوعي، مفكر.
طفل متكيف: متحايل/معترض، مستسلم/متمرد، مسترض/باحث عن الاهتمام.
طفل حر: حدسي، شاعري، مبدع.
هذه هي أقسام الشخصية الأساسية، ولمزيد من التوضيح:
عندما تبدي اهتماما بشخص يحتاج إلى مساعدة، وتعطف عليه و... تكون في حالة أنا الأب الراع.
وعندما تدخل في شجار أو "خناقة" تكون في حالة أنا الأب الناقد.
وعندما تكون سلبياً تجاه الإساءة أو سوء المعاملة (تتجمد ولا تستطيع الرد على من يضربك/يهينك مع أنك فيزيائياً/عقلياً قادر على ذلك) تكون في حالة أنا الطفل المتكيف.
وعندما تكون مرحاً مزوحياً وعلى سجيتك تكون في حالة أنا الطفل الحر.
أما عندما تكون في كامل نشاطك العقلي، قادراً على اتخاذ القرارات، حاسماً في مواقفك، تكون في حالة أنا الراشد.
طبعاً يجب أن تكون حالة الأنا عند الانسان مكملة لمثيلتها عند من تقابل، ويجب أن تكون متناغمة مع الموقف الذي يمر به (الحسم الذي يتسم به الراشد لا ينفع مع عدوانية الأب الناقد)...
إن تطور حالات الأنا يتعلق بشدة بطريقة وأسلوب التربية في الطفولة، وبالتجارب التي مر بها الإنسان في سني عمره المبكرة... الحديث يطول عن حالات الأنا، وإن وجدت إقبالاً على الموضوع سأقوم بالزيادة!
المقال مأخوذ عن كتاب "الثقة الفائقة" للكاتبة جيل لندنفيلد بتصرف...