هل استوقفك يوماً رجلاً وسيماً في الطريق وفاجئت بطلب مال ٍبحجة أنه غريب ومقطوع,هل اعطيته مالاً,إذا كانت إجاباتك نعم ,فتهانينا عزيزي القارئ ..لقد وقعت ضحية نوع جديد من الإحتيال ,نوع مبتكر يعتمد على إثارة النخوة في قلب الضحيّة .
فبعد أن أصبح التسول المرفق بالثياب الباليّة والعاهات المصطنعة أسلوباً مكشوفاً وعديم الجدوى إلا مع السذّج من البشر,دعت الحاجة إلى ظهورأسلوب جديد من التسول يتسم بالأناقة واللباقة عذوبة اللسان ,ولعل أفضل ما يميزه هو بعده عن الصورة المرسومة في أذهاننا عن التسول وبالتالي بعده عن دائرة الشك لدى رجال الشرطة ومكافحة التسول .
صفات محترف هذا الأسلوب :أنيق اللباس,باسم الوجه,لبق الحديث,مدّع ٍ للثقافة...
أماكن التواجد :أبواب الجامعات ,الكراجات ...
طريقة الاحتيال :يكلمك محدقاً إلى عينيك ,واثق النفس يمازحك وكانه يعرفك منذ زمن ,يسألك عن موقع مكان ما معروف ضمن البلد فتدرك أنت أنه غريب وحين تجيبه يشكرك ويبين لك بأنه غريب وأنه في زيارة ويثني عليك لأنك ارشدته ويمتدح لطفك وأدبك ثقاتك وينفخك إلى ان يصبح رأسك بحجم المنطاد .فيباغتك بكلمة أنا مقطوع من المال وليس لي غيرك ليساعدني ,فإن أعطيته طلب المزيد ولكن بعبارة ضمنية لا صريحة وإن لم تعطه يصفك بعدم الرحمة واللاإنسانية ويبشرك بعقاب من الله تعالى ويردد عليك عبارة ضع نفسك بدالي ,ماذا تفعل إذا ضاعت محفظتك,عسى أن تعطى الموضوع نظرة أخرى فتشفق عليه وتعطيه المال.
لعلك عزيزي القارئ تتهمني بالزعم والظلم والتسرع في إطلاق الأحكام ,ثق تماماً بأني لم أنشر هذا المقال إلا بعد دراسة إعتمدت على
الملاحظة والبحث والتدقيق ,فأنا شخصياً مررت بعدة مواقف من هذا النوع من الاحتيال مما أثار تسائلي ودفعني للتقصي عن هذا الأمر فأجريت استبيانأ لعدة أشخاص فكانت النتيجة ان أغلبهم تعرضوا لهذ النوع من الاحتيال وكانوا فريسة سهلة ,إلا اصحاب المحلات التجارية فبحكم طبيعة عملهم مرّ عليهم الكثير من أساليب الإحتيال والغريب في الموضوع أنهم اجمعوا على ان هذا الأسلوب تزايد في الآونة الأخيرة فكل اسبوع يمر عليهم مقطوع على الأقل .
التسول عزيزي القارئ مهنة قابلة للتطور والتبدل مع مرور الزمن كغيرها من المهن ,ولها فروع وأقسام وطرق عدة ولعل تلك الطريقة اللتي ذكرناها هي من أبشع الطرق وأكثرها ضرراً بالمجتمع لأنها تميت روح النخوة وتزيل الثقة بين افراد المجتمع ,فكن يقظاً عزيزي وخذ دورك في مكافحة التسول لأنه يشوه مجتمعنا جمالياً وأخلاقياً,وفي ختام القول احببت ان أذكركم بقصة الفارس العربي اللذي أغاث ملهوفاُ في الصحراء فسرق الملهوف حصانه فناداه الفارس العربي وقال له خذه ولكن لا تقل سرقته بل قل أهداني اياه,فتعجب السارق وسأل عن السبب ,فقال له:كي لاتموت المروءة بين العرب.