رجل الظل عضو مميز
258
6144 السٌّمعَة : 0 14/10/2009 34 www.sbinah.com موطف
| موضوع: الكوارث الطبيعية إلى ازدياد والعام 2009 لم يكن استثناء الخميس يوليو 01, 2010 1:31 pm | |
| سيتعرض العالم خلال الفترة المقبلة لمزيد من الكوارث الطبيعية المدمرة، وغالبيتها لا يمكن التنبؤ بها قبل فترة طويلة. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الكوارث تزايدت بنحو 100 إلى 2800 بالمئة بين عامي 1900_ 2000. وقد بلغت أضرارها عام 2006 وحده أكثر من 140 مليار دولار. ويمكن القول أن عام 2009 لم يكن استثناء.
للحروب والكوارث الطبيعية آثار وخيمة على صحة الأمم وعافيتها ، وما من بلد في العالم إلا وتعرَّض لأضرارها . ومنذ أقدم العصور حتى يومنا هذا والتاريخ يشهد تفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية ، وهو تفاعل ضروري وحتمي بغض النظر عن مدى نجاحه أو إخفاقه، وما نتج عنه من أحداث وكوارث مأساوية ، هذا التفاعل أكسب الإنسان خبرات متنامية وآليات متعددة بالتكيف والترويض للتعامل كما يجب مع بيئته، مما وضعه وجهاً لوجه مع كوارثها القاتلة . فلطالما أخبرتنا سجلات التاريخ عن سعي الإنسان القديم، وما بذله من جهد كبير في سبيل البقاء حياً في وجه كوارث الأرض الطبيعية كالزلازل والبراكين والأعاصير. وقد تعرضت الأرض لنحو مائة كارثة طبيعية كلّ عقد بين عامي 1900 و1940 ولـ 650 كارثة بين 1960 - 1970 و 2800 بين 1980 - 1990 ، والإحصائيات تدل على ما سببته هذه الكوارث من قتل وجرح وتشريد ملايين الأشخاص ومن خسائر بالممتلكات . ويشير تقرير صادر عن المجلس الدولي للعلماء ، وهو منظمة غير حكومية مقرها باريس وتضم علماء من جميع أنحاء العالم، إلى أنه في عام 2006 تسببت الكوارث الطبيعية بأضرار تقدر بـ 140 مليار دولار ، ولسوء الحظ فإن كوارث 2009 لم تكن قليلة، وخلال السنوات الخمس الماضية كان إعصار كاترينا من أضخم الكوارث الطبيعية من حيث أضراره. فقد تشكل هذا الإعصار فوق المحيط الهادي بتاريخ 25/8/2005 واشتدت قوته وبلغت الدرجة الثالثة على سلم سافير سيمبسون والذي يتألف من خمس درجات ، وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليوني شخص ، وألحق أضراراً تقدر بملايين الدولارات في منطقة ميامي بفلوريدا ، وقُدرت قيمة خسائر الممتلكات المؤمن عليها بنحو 600 مليون دولار ، ليواصل الإعصار امتداده إلى لويزيانا وميسيسيبي وألاباما محملاً بأمطار غزيرة ليضرب منطقة نيو أورلينز، حيث تسبب بفيضانات مدمرة أجبرت الحكومة الأمريكية على إغلاق 711 بئراً ومنصة نفطية في خليج المكسيك ، وانجرف حفاران نفطيان، وانحرفت منصة حفر نفطية ، مما تسبب في ارتفاع أسعار النفط . كما تم تخصيص 51.8 مليار دولار لعمليات البحث والإنقاذ ولتأمين مياه الشرب ، خاصة أن جثث القتلى طفت في القنوات المائية ، وعُثر على مئات الجثث الأخرى ملقاة على الطرق الرئيسية وفوق أسطح المنازل، بلإضافة إلى العديد من جثث المرضى على الكراسي المتحركة . فبعد انحسار المياه في نيو أورليانز بتاريخ 9 أيلول 2005 أعلن مسؤولون أمريكيون عن إرسال 25 ألف كيس إلى المنطقة المنكوبة لنقل الموتى .
فيضانات الهند حاصرت مليون شخص وقتلت العشرات : ومن الأعاصير إلى الفيضانات حيث هطلت الأمطار في غير موسمها في ولاية البنغال المنخفضة بعد انتهاء موسم الأمطار في الهند والذي يمتد من شهر حزيران إلى أيلول ، وقتل المئات في الفيضانات والانهيارات الأرضية التي تسببت فيها الأمطار خلال فصل الصيف والتي أدت إلى إغلاق مدينة بومباي ، العاصمة الاقتصادية للهند ، لمدة أربعة أيام بعد أن حاصرت مياه الفيضانات مليون شخص على الأقل .
لا حصانة أمام الكوارث : مرت أوروبا بفترة صعبة ، عقب إصابتها بأعنف الفيضانات التي اجتاحتها منذ ثلاثين عاماً على موجتين متعاقبتين في الربيع والصيف الماضيين ، مما دفع الحكومات إلى تخصيص ثمانية وعشرين مليون يورو للمحافظات الستة والثلاثين التي تعاني من آثار الفيضانات .
الأخطار المدمرة الناجمة عن النشاط البشري : خلال شهر الشتاء من العام الماضي ، تدافعت وكالات الإغاثة لشق طريقها إلى الجزر الإندونيسية بعد أن ضرب زلزال عنيف سواحل إندونيسيا ونشر الخوف والفزع بأرجاء آسيا كلها ، بعد أن تجاوزت نسبة الضرر نحو 80% من المباني .
تسونامي يكشف المستور المشع في الصومال : في لاحقة للآثار المدمرة لكارثة المد البحري (تسونامي) خلال شهر كانون الأول من عام 2004 وتعدت آثاره إلى عام 2005 أفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للبيئة بأن تسونامي ألحق أضراراً بمستوعبات تحتوي على نفايات سامة كانت موضوعة بالقرب من الشواطئ الصومالية ، مما أدى إلى تسرب مواد كيميائية ومشعة تسببت بدورها بظهور أمراض لدى المواطنين المحليين ، و تشير التقارير إلى أنه في أواخر الثمانينات تخلصت شركات أوروبية من بعض النفايات السامة كاليورانيوم والرصاص والزئبق وغيرها من النفايات الصناعية عبر نقلها إلى شمال الصومال بعد أن غرق هذا البلد الفقير في القرن الأفريقي في الفوضى بعد سقوط الرئيس محمد سياد بري في العام 1991 .
العلماء يحذرون : رغم أن العام الماضي 2009 سُمِّيَ بعام التغير المناخي ، إلا أن سلوك الإنسان السلبي تجاه البيئة تسبب في العام الماضي كما في السنين الخالية بعديد من الحرائق التي اندلعت في مختلف أصقاع الأرض ، ملتهمة المساحات الشاسعة من الغابات ، وهاهي عشرات الحرائق التي اندلعت في غابات البرتغال وإسبانيا , بعد أشهر من الجفاف في غابات مدينة بورتو لتصل إلى جبال سييرا دا إيسترلا في المنطقة الوسطى من البرتغال، وبالوقت نفسه شبت حرائق كبيرة في منطقة سانتا ماريا في إسبانيا لتقضي الحرائق على 134500 هكتار من غابات البرتغال وإسبانيا . والجدير ذكره أن سبب تلك الحرائق هو عمليات شواء اللحم في هذه الغابات مع هبوب رياح عاتية . كوبنهاغن والأمل المفقود انعقدت الآمال على قمة التغير المناخي حيث تفاءل البيئيون بأجندة عملية لوقف الذوبان الثلجي وللعمل الحثيث على منع غرق أغلب المدن الساحلية , إلا أنهم فوجئوا بسوق بورصة مرابي يفوق كيوتو بثلاث مرات، مما ينذر بكوارث بيئية قد تهدد بقاء الأرض كلها إذا لم تبادر الدول الصناعية والعدوانية إلى لجم شهوتها العدوانية والاستغلالية للسعي وراء الربح والاكتناز.
| |
|