العوامل المؤثرة في صحة المرأة
العوامل البيولوجية وتضم :
زواج الاقارب0
الحمل في سن مبكرة0
الحمل المتكرر0
الحمل المتقارب0
الحمل في سن متأخرة
نقص الرعاية الصحية خلال الحمل والولادة والنفاس0
الإجهاض غير الآمن0
العوامل الاجتماعية:
التمييز ضد الطفلة الانثى0
التغذية0
الرعاية الصحية0
التعليم0
العنف ضد المراة0
زواج الأقارب :
يؤهب ويساعد على ظهور المورثات ذات الصفة الوراثية المتنحية اذغالبا ما يحمل الأقارب المستودع ذاته من المورثات المتنحية0
لذلك عندما يتم الزواج بين الأقارب وتلتقي في الأبناء المورثة المتنحية ذاتها من الأم والأب تعبر هذه المورثة عن نفسها وقد تكون متعلقة بأحد الأمراض الوراثية ذات الصفة المقهورة كالداء الليفي الكيسي وفقر الدم المنجلي وتعد النساء أكثر عرضة لكثير من الحالات الوراثية
فمثلا يكثر ظهور سرطان الثدي لدى النساء اللواتي أصيبت إحدى أقاربهن كالأم أو الأخت كما يكثر حدوث أمراض الغدة الدرقية بين النساء مقارنة بالرجال كذلك بالنسبة لداء السكري والربو وأشكال متعددة من التهاب الجلد ويزيد زواج الأقارب عن تواتر حدوث هذه الأمراض عند الأبناء بالإضافة لأمراض أخرى مثل (فقر الدم المنجلي والتلاسيميا)
الحمل المبكر :
يرتبط الحمل المبكر بسن الزواج بين النساء ومستوياتهن التعليمية والقيم الثقافية التي تتعلق بالوضعية الاجتماعية للمرأة ودورها في المجتمع وتقع أعلى نسبة حمل بين صغيرات السن في البلدان الافريقية0
ترتبط الولادة الأولى ارتباطا وثيقا بعمر المرأة عند زواجها وذلك لاعتبارات ثقافية وتوقعات اجتماعية .كما أن معدل استخدام الوسائل منع الحمل لتأخير الحمل الأول يقل عن معدل الاستخدام لتأجيل الولادات التالية وعندما يتأخر زواج المرأة تزداد فرصة إكمالها تعليمها وتتاح لها فرصة اكبر لاكتساب معرفة صحيحة عن الصحة الإنجابية وطرق منع الحمل وتستطيع تنمية مهاراتها التي تمكنها من العمل
يؤثر المستوى التعليمي على الحمل في أعمار مبكرة
في المجتمعات التقليدية تقيد الفتيات الصغيرات بالقيم الثقافية التي تقرن الزواج والأمومة بوضعية المرأة ومكانتها
يؤهب الحمل لدى الخروسات الصغيرات السن لحدوث اختلاطات متميزة كارتفاع التوتر الشرياني الحملي المؤهب إلى ما قبل الارجاج والارجاج
تتعرض الحامل الصغيرة السن إلى العوز الغذائي وفقر الدم مما يؤدي لإنهاك جسمها وإصابتها بأمراض مختلفة وقد يتأخر نمو الجنين داخل الرحم لذلك يصنف الحمل في سن صغيرة في عداد الحمول العالية الخطورة
الحمل المتعاقب :
ينهك الحمل المتكرر جسم المرأة حيث تستهلك الحامل قسما من مدخراتها أثناء الحمل وكذلك الرضاعة تستهلك قسما آخر من هذه المدخرات
وعندما تتابع الحمول يزداد الإنهاك لدى المرأة وخاصة كونها مطالبة بأعمال شاقة (منزلية – حقلية – عمل )
تصنف المرأة عديدة الولادات ضمن الحمول العالية الخطورة حيث يترافق تعدد الولادات بتقدم السن مما يحمل اختلاطات كثيرة أثناء الحمل والولادة كما يترافق بزيادة المضاعفات الطارئة أثناء المخاض التي تتجلى بعدم التناسب الحوضي الجنيني بسبب كبر حجم الجنين وشذوذ العضلة الرحمية ويكثر حدوث المجيئات المعيبة ممايسهم في عسرة المخاض فيكثر اللجوء للقيصريات ومع تزايد عدد الولادات يزداد احتمال حدوث العطالة الرحمية
وأخيرا نجد أن خطر الوفاة يرتفع بصورة مطردة مع ازدياد عدد الولادات
الحمل المتقارب :
يطلق اصطلاح الحمل المتقارب على ولادتين لا يفصل بينهما اقل من سنتين حيث يحتاج جسم المرأة إلى فترة زمنية كافية عقب كل حمل لاستعادة مافقده وترميم مانقصه حتى تتمكن من الحمل والولادة مرة أخرى بدون أضرار تصيبها أو تصيب وليدها
إن تقارب الحمول يؤذي صحة المرأة ويصيبها بالإعياء وفقر الدم ونقص الوزن والوهن مما يؤثر سلبا على مقدرتها على القيام بأعبائها اليومية وغالبا ما يؤدي الحمل المتقارب إلى حرمان الطفل الاكبرمن الإرضاع الطبيعي بسبب حدوث الحمل مما يضطر الأم لفطام طفلها وهذا يؤثر على صحة الطفل ومناعته ضد الأمراض كما يؤثر على حالة الأم النفسية التي تجد نفسها مضطرة لذلك لعدم إمكانية جسمها إيفاء متطلبات الإرضاع ومتطلبات الجنين الجديد
الحمل في سن متأخرة:
نظرا لتدني الوضع الاقتصادي في معظم البلدان وانخفاض دخل الفرد وشيوع تعليم المرأة وعملها فقد شاع الزواج في سن متقدمة نسبيا وتحتل سن الخامسة والثلاثين مكانا خاصا في حياة المرأة لما يسجله من انعكاسات صحية ولذلك تعد الحامل التي تجاوزت سن الخامسة والثلاثين من الفئة العالية الخطورة وتقسم الاختلاطات الناجمة عن تقدم عمر الحامل إلى:
اختلاطات والدية : تزداد الأمراض المزمنة مصادفة مع تقدم العمر وهي
- ارتفاع التوتر الشرياني - تمزقات الرحم
- الداء السكري - فقر الدم
- زيادة نسبة حدوث القيصريات
اختلاطات ولادية :
- نزوف أشهر الحمل الأخيرة
- تكثر مصادفة الحمل المديد بسبب عدم تناسب الحوضي الجنيني لدى الخروسات المسنات وشذوذات وظيفة العضلة الرحمية عند الولودات عديدات الولادة
الاختلاطات الجنينية :
- الإسقاط فالحامل المسنة أكثر عرضة للإسقاطات من الحامل الشابة
- الخدج وتأخر نمو الجنين داخل الرحم : تزداد نسبة الولدان ناقصي الوزن مع تقدم سن الأم بسبب الخداج وتأخر نمو الجنين داخل الرحم
- كبر حجم الجنين : أو الجنين العرطل ويسهم في كبر حجم الجنين (داء السكري , السمنة ,الحمل المديد,تعدد الولادات)
- التشوهات الولادية : وخصوصا متلازمة داون (المنغولي)
- نقص الرعاية خلال الحمل والنفاس فقد يحدث لدى الحامل (إسقاط منسي) وهو موت الجنين داخل الرحم واحتباسه لمدة لا تقل عن ثمانية أسابيع
- الإجهاض غير الآمن : لا يوجد إحصائية دقيقة عن نسبة الإسقاطات التي تتم كاملة في المنازل وليبلغ عنها
- كثيرا ما يحاط الإسقاط بالسرية والكتمان ولا سيما الإسقاطات الجنائية
- قد يتم الإسقاط في الأسبوعين الأولين من الحمل وتظنه السيدة حيضا متأخرا
- هناك حالات يتأخر فيها الطمث دون لقاح وتظنه السيدة إسقاطا
الإجهاض نوعين :
- إجهاض عفوي :1- عارض
2- متكرر
إجهاض محرض وهو الإسقاط الناجم عن تدخل على سير الحمل بقصد إنهائه
الأخطار الناجمة عن عملية الإجهاض :
تأخر انطراح محصول أو أن يكون انقذافه ناقصا مما يؤدي للنزف والإنتان
خطر رض أو ثقب الرحم أو الأحشاء المجاورة
خطر الأنتان الناجم عن الأدوات المستخدمة
خطر الانسمام بالأدوية التي تستعمل في الإجهاض بمقادير كبيرة
العوامل الاجتماعية :
تختلف هذه العوامل حسب المجتمعات وتختلف في درجات تأثيرها على صحة المرأة باختلاف شدتها وتمكنها في المجتمع وتتراوح درجة التأثير بين التسبب بوفاة المرأة إلى التأثير البسيط على نفستها واندماجها في الجو الاجتماعي وهذه العوامل هي :
التمييز ضد الأنثى
التغذ ية
الرعاية الصحية
التعليم
العنف ضد المرأة
التمييز ضد الأنثى :
وهو تفضيل الذكور عن الإناث وتشير الأنماط غير العادية لوفيات والنسب المختلفة بين الجنسين عند المولد في بعض البلدان إلى المكانة التي تحتلها البنات وفي معظم البلدان العالم يتجاوز متوسط العمر المتوقع عند الولادة للمرأة متوسط العمر المتوقع عند للرجل
وهذه الظاهرة ترجع إلى عوامل بيولوجية فالذكور تكون المخاطر التي يواجهونها خلال سنوات حياتهم الأولى اعلي نسبيا كما أن نضج الرجال أبطا من نضج النساء ويموتون في وقت أبكر
هناك مجموعة من العوامل في المجتمعات المختلفة تساعد على تكريس تفضيل الذكور والتمييز ضد الأنثى :
ففي بعض البلدان يرث الأبناء فقط وليس للبنات نصيب
في بلدان أخرى يكلف زواج البنات أموالا طائلة على شكل مهر تدفعه الأنثى أو نفقات تجهيز العروس يتحملها الأب
هناك كثير من البلدان والمجتمعات يكون الاهتمام منصبا على الذكر بسبب حمله لاسم العائلة والشعور بأنه امتداد للعائلة واستمرار لها تكون فرص العمل اكبر للذكور سواء كانوا أطفالا أو بالغين
في كثير من المجتمعات يتحمل الذكر عبء رعاية والديه ماليا واجتماعيا
لا ينظر لعمل المرأة سواء كان في المنزل أو الحقل على انه مورد اقتصادي يوفر عائدا ماديا
كذلك يحصل البنين على تغذية أفضل ويلقون إشكال من الاهتمام الذي ينطوي على المحاباة وهذا الإهمال المتعمد تجاه الأنثى يسهم في ارتفاع الوفيات والإصابة بالمرض
تم إجراء دراسة في سورية لمعرفة أسباب وفيات الأطفال وأظهرت الدراسة عدم وجود فرق في نسبة وفيات الأطفال حسب جنس الطفل ويعد التمييز ضد الطفلةالانثى احد العوامل النفسية والاجتماعية المؤثرة على صحة المرأة مستقبلا وهي تخلق وضعا نفسيا شاذا لدى المرأة التي استهدفت بالتمييز في طفولتها وتتولد لديها مشاعر سيئة من الخجل والإحساس بالتفاهة وان سيطرتها على حياتهن محدودة
بينما يتعلم الذكور الشجاعة والاعتماد على النفس والتحكم بالأمور بما فيها الأمور المتعلقة بالإناث في المنزل حتى لو كانت هذه الأنثى اكبر سنا وكثر خبرة وتجربة وتأييد هذا التحكم اجتماعيا يشجع على تفشي العنف ضد المرأة
التغذية :
تعيش المرأة عمر أطول من عمر الرجل ولكن بذلك يمكن إن نتوقع وجود سنوات أطول من سوء الصحة عندما يتقدم بها العمروترتبط صحة المرأة ارتباطا وثيقا بالتمييز والفقر ووصول المرأة إلى الخدمات الأساسية من حيث الغذاء والتغذية لايتسم بالكفاية وغير متساوي مع الرجل وفي ككثير من الأسر في المجتمعات الفقيرة تعمل المرأة بجهد اكبر من الرجل ولكنها تأكل اقل منه
ويسهم سوء تغذية الفتيات في مقتبل العمر في الإصابة بمشاكل صحية مختلفة فيما بعد فهو يزيد الإصابة بفقر الدم الذي يتزايد خطره بعد بدء الطمث
وفي البلدان النامية يعد فقر الدم الناجم عن نقص الحديد ثالث اكبر أسباب المراضة بين النساء في فئة العمر (15- 44)
ويؤثر سوء التغذية وفقر الدم في كثير من المشاكل التي تواجه أثناء الحمل والولادة ويلعبان دورا في رفع أعداد الوفيات النفاسية
كما تتأثر صحة المرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث بوضعها الغذائي خلال سنوات طفولتها ومراهقتها فتكثر الإصابة بترقق العظام لدى اللواتي كان واردهن من الأطعمة الغنية بالكالسيوم قليلا .
يمكن إن يتظاهر سوء التغذية بشكلين وكلاهما ضار بصحة المرأة :
احدهما هو فرط الوزن أو البدانة وهو ينجم عن زيادة الوارد الغذائي وقلة الحركة وفي مجتمعاتنا تعاني السيدات من زيادة الوزن كلما تقدم بهن العمر حيث تخف حركتهن ونشاطهن الجسمي
والثاني هو:
نقص الوزن وقد يكون لهذه المشكلة جذور منذ الطفولة بسبب نقص تغذية الطفلة وقد يكون السبب هو زيادة الجهد ونقص الوارد الغذائي حيث يلاحظ هذا في كثير من المجتمعات لدى السيدات والفتيات اللواتي تكون احتياجاتهن الغذائية في المرتبة الثانية بعد احتياجات ذكور العائلة وهناك حالة لنقص الوزن هي حالة اضطرابات الأكل كالقهم العصبي الناجم عن حالات نفسية مرافقة
الرعاية الصحية :
تعد الرعاية الصحية التي تقدم منذ الولادة عاملا هاما في تحديد نوعية حياة الفرد خدمات رعاية الطفل حديث الولادة وخدمات الإنعاش يقرر بشكل حاسم إنذاره ومستقبل حياته0
وتأتي مرحلة الطفولة التي تتضمن تقديم اللقاحات الأساسية للطفل ومتابعة نموه لتضيف لبنة جديدة في بناء صحة هذا الانسان0
وفي مرحلة المراهقة تضاف احتياجات جديدة للرعاية التي تقدم0
وان الاهتمام بالأنثى خلال هذه المراحل المتعاقبة يجعلها تدخل عالم البلوغ والإنجاب وهي موفورة الصحة الجسميةوالنفسية0
ينظر في كثير من البلدان للاحتياجات الصحية وخاصة الوقائية منها نظرة عدم اهتمام ويزداد عدم الاهتمام هذا عندما يكون هناك تفضيل للذكور حيث تحتل احتياجاتهم الدرجة الأولى 0
وتتداخل عوامل أخرى اجتماعية في تقديم الرعاية الصحية اللازمة خلال سني الحياة فالفقر هو العامل الأول في تردي الأوضاع الصحية لدى الفئات الفقيرة والأطفال الفقراء الذين يولدون لنساء هي أنفسهن يعانين من سوء التغذية من الأرجح أن يولدا منخفضي الوزن نسبيا ويكونون عرضة لاعتلال الصحة والوفاة خلال سنواتهم الأولى
ونتيجة لسوء الوضع الاقتصادي فان الفقراء لا يحصلون على خدمات عامة كافية ولا يستطيعون تحمل كلفة الخدمات الصحية والخاصة لتلبية احتياجاتهم الأساسية كما يتأثر تقديم العناية الصحية والتماسها بالتعليم وخاصة الأم حيث أظهرت كثير من الدراسات ومنها مسح صحة الأم والطفل السوري إن الأمهات المتعلمات هن في الغالب اللواتي يحرصن على استكمال جرعات التلقيح لاطفالهن0
كما أظهرت دراسة أسباب وفيات الأطفال دون الخمس سنوات وتعليمها ينعكس ايجابيا على قراراتها في الأسرة حيث تضيف المرأة بعملها واردا إلى دخل المنزل
وتظهر دراسات كثيرة إن المرأة أكثر ميلا من الرجل إلى إنفاق دخلها في تحسين أوضاع الأسرة وحياتها ويدخل في ذلك تخصيص موارد للرعاية الصحية ولدراسة الأطفال 0
وهناك عادات وأعراف قد تحول دون التماس الرعاية الصحية وأكثر ما تلاحظ في بعض المجتمعات أثناء حياة السيدات الإنجابية حيث يكون طلب الرعاية الصحية من العوامل في قلة عائدا لرأي الزوج أو السيدات المسنة في العائلة وهي الحماة (والدة الزوج)والتي لاتقدر الاحتياجات الصحية وخاصة في فترات الحمل والولادة ,وتسهم مجموعة مختلفة من العوامل في قلة معدلات الاستفادة من الرعاية الصحية كبعد الأماكن والمرافق التي تقدم فيها الخدمات – وكلفتها التي تشمل الأجور المدفوعة ومصروف المواصلات والأدوية – وتعدد التزامات المرأة وواجباتها وعدم مشاركة المرأة في اتخاذ القرار ضمن إطار أسرتها ولذلك فان سوء مستوى الخدمات أو سوء معاملة العاملين في المرافق الصحية للمراجعات يجعل بعض النساء يترددن في الاستفادة من هذه الخدمات0
التعليم:
لايولي لتعليم البنات إلا قدرا ضئيلا من الاهتمام في كثير من أنحاء العالم وهناك فجوة كبيرة بين التحصيل العلمي للمرأة والرجل
إذ مازال هناك ما يقارب من 600مليون امرأة أمية مقارنة ب320مليون من الرجال
ولإهمال التعليم عواقب هامة على رفاهية المرأة وصحتها وخياراتها ودورها مل رفي العفي الحياة0
ويعد تعليم البنات عاملا رئيسيا في تحسين صحة الأسرة والحد من وفيات الأطفال وتغيير السلوك الصحي عموما والإنجابي خاصة0
ويكسب التعليم مزيدا من الثقة واحترام النفس وغالبا تدافع المرأة المتعلمة عن حقوقها وتشارك في العمل وتلتمس الرعاية الصحية لنفسها وأطفالها
وتساهم المرأة المتعلمة بشكل اكبر في تقرير حياتها بما في ذلك حياتها الإنجابية حيث تنجب عددا من الأطفال اقل مما تنجبه غير المتعلمة وذلك في كل بيئة تقريبا بغض النظر عن المنطقة أو الثقافة أو المستوى التنمية
وغالبا ما يؤثر الزواج المبكر وما يتبعه من إنجاب مبكر على فرص الفتاة في التعليم ويؤدي حرمانها من هذه الفرص في كثير من الأحيان إلى عيشها حياة فقيرة
وهناك عقبات قد تحد من انتشار التعليم بين الفتيات وهذه العقبات قد تكون اجتماعية أو اقتصادية وقد تمنع تسجيل الفتيات للدراسة أو إتمامهن لها
ففي كثير من المجتمعات لا يرى الوالدان في تعليم الفتيات استثمارا جيدا حيث تتزوج الفتاة باكرا وتترك أسرتها بينما يتوقع إن يقوم الذكر بدور المعيل لأسرته ولأبويه عندما يشيخان , كما إن الفتاة يكون لديها وقت اقل للدراسة بسبب اضطرارها للمساعدة في الأعمال المنزلية ورعاية أشقائها الصغار إذا لم تجبر على ترك المدرسة لتقوم بهذه الإعمال
والفقر سبب أساسي لعدم تعليم الإناث ففي كثير من المجتمعات تكون موارد الأسرة محدودة ويتطلب التعليم نفقات إضافية تتمثل في الملابس المدرسية والكتب والمواصلات ولهذا عندما تكون المواردالاسرة محدودة تعطى الأولوية غالبا لتعليم الذكور
العنف ضد المرأة :
وصف العنف ضد المرأة بأنه (أكثر شكل من أشكال انتهاكات حقوق الإنسان شيوعا في العالم واقلها نيلا للاعتراف )
ويشمل هذا العنف مجموعة متنوعة من الأفعال المختلفة التي تعرض للخطر حياة المرأة أو جسدها أو سلامتها النفسية أو حريتها
العنف العائلي :
من أكثر المخاطر استمرارا بالنسبة لسلامة المرأة بدنيا هو العنف العائلي .
هو إساءة المعاملة البدنية أو العاطفية للمرأة من جانب شريكها الذكر
من الواضح أن عنف الذكور تجاه الإناث شائع الحدوث وتؤيد أدلة كثيرة أخرى غير مباشرة وجود قدر كبير من العنف العائلي تجاه المرأة
ومثل أي مرض أخر يمكن إن يتسبب العنف وسوء المعاملة بأضرار طويلة الأمد وتعد الأضرار النفسية والجسدية مؤثرة على القوى العقلية والنواحي العاطفية والجسدية .
وكلما كان تعرض المرأة للضرر أعمق وأطول مدى كلما تعاظم الأذى الناجم
واهم جانب هو النتيجة المتسببة بالشعور بالعجز والرعب وتقول النساء المستهدفات بالإساءة إن الحالة المستمرة للقلق والرعب مع تهاوي احترامهن لذاتهن تمثل أسوء جزء في تجاربهن
وتشير هؤلاء النساء إن الجوانب النفسية الناجمة عن سوء المعاملة أكثر قسوة من العنف الجسدي بسبب دوام الخوف والتوتر والتأهب الدائم للدفاع عن النفس
وفي هذه الظروف تتطور لدى هؤلاء النساء حالات من الصداع والطفح الجلدي وارتفاع التوتر الشرياني واضطرابات معوية وقرحات وتعب مزمن وآلام مبهمة ومزمنة وسوء هضم .
كما يتطور لديهم حالات من الأرق والقلق واليأس والكوابيس واستعادة الأحداث التي حصلت مما يجدد الآلام
وتتحول معظم النساء المستهدفات بالعنف إلى وصفات المخدرات للتخفيف من حدة التوتر أو التخلص ظاهريا من هذه الحالة غير المحتملة والتي لا يمكن الفرار منها
ويعد الكحول والمهدئات من الوسائل الرائجة الاستعمال عند هؤلاء السيدات
وترتفع نسبة تعاطي الكحول بعد تعرض النساء للإساءة والعنف وإذا كانت هؤلاء النساء مستهدفات بالعنف فان هذه العقاقير أو الكحول تؤثر على قدرتهن على حماية أنفسهن
ومعظم العنف العائلي الذي يرتكب في كل مكان هو عنف من جانب الذكور ضد شريكاتهم من النساء وهذا الاختلاف بين الجنسين يبدو انه يرجع أساسا إلى طريقة تربية البنين والرجال اجتماعيا والبحث عن العوامل البيولوجية الكامنة وراء الفروق الذكوروالاناث فيما يتعلق بالقدرات الإدراكية أو الحالة المزاجية التي ربما تسهم في العنف لم يحدد سوى فروق صغيرة لا يمكن إن تكون هي السبب في التفاوت السلوكي الهائل بين الجنسين
فالدراسات التي جرت على صغار البنين والبنات (قبل إن تظهر عليهم الاختلافات الناجمة عن التربية الاجتماعية ) تشير إلى إن البنين اقل قدرة على تحمل الإحباط وأكثر استعدادا للشعور بالانزعاج والتصرف باندفاع كما إن لديهم ميلا للعب الذي يتسم بالخشونة والتهور
ومع إن هذه الميول تعد عاملا إلا أنها تتقزم بالنسبة لأهمية التنشئة الاجتماعية للذكور وللضغوط التي يمارسها الأقران فيما يتعلق بادوار الجنسين
ويتضح هذا بشكل خاص عندما نعلم إن الدراسات الشاملة لعدة ثقافات وجدت إن زهاء خمس مجتمعات الفلاحين الصغيرة لا يكدر صفوها العنف العائلي أو إساءة معاملة الزوجة
إن وجود هذه الثقافات يثبت أن عنف الذكور ضد النساء ليس نتيجة حتمية للتكوين البيولوجي للذكور أو لخصائصهم الجنسية
ويشكل الاعتقاد الشاثع في الولايات المتحدة ( العنف هو الوسيلة المتبعة للحصول على ما نريد) القاعدة الأساسية لسوء المعاملة
وهناك بعض النساء اللواتي ترعرعن في بيوت كان يسود فيها سوء المعاملة لدرجة أن الصفع أو الدفع من الشريك يعد تطورا في العلاقة التي تربطهما
الاغتصاب :
تحدث الاعتداءات الجنسية القسرية في مجموعة واسعة من الظروف
وهذا الانتهاك لحرية الشخص وسلامته يتباين تباينا هائلا من حيث معناه وأثره تبعا لظروف التي يحدث في ظلها
وقد أظهرت الإحصائيات إن 80% من النساء اللاتي يتعرضن لاعتداء يعرفن سابقا المعتدين عليهم
والمرأة التي تتعرض للاغتصاب أو للاعتداء تعاني من مخاطر صحية نتيجة لمجموعة من التأثيرات وهي تشمل الإصابات البالغة ,فقدان الوعي ,والمرض العقلي ( الاكتئاب , إدمان المخدرات والمشروبات الكحولية , الإحساس بالذنب , القلق العام , الشعور بالمهانة والحرج واختلال الذاكرة واضطراب الأكل )
كما يعرض العنف الجنسي المرأة لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا والحمل الغير مرغوب به والمرأة التي تبقى على قيد الحياة بعد تعرضها للاغتصاب ستكون احتياجاتها الصحية في المستقبل أكثر نتيجة المجموعة الواسعة من الاختلالات التي تتعرض لها
ويمكن أن يساهم إحساسها بالوصمة وبإساءة المعاملة في محاولتها للانتحار
وفي جميع المجتمعات والثقافات ينظرللمرأة التي تتعرض للاغتصاب وكأنها تواطأت مع المغتصب أو تعامل كان هناك اشتباه في ذلك وبما إن المرأة تشعر بالصدمة والوصمة نتيجة هذه التجربة فلا يبلغ إلا عن نسبة صغيرة من عمليات الاغتصاب وفي الولايات المتحدة تشير الدراسات إن 16% فقط من عمليات الاغتصاب هي التي يبلغ عنها
وفي كل سنة تتعرض للاغتصاب أو للاعتداء جنسيا 700 ألف امرأة وتساء معاملة واحدة جسديا كل 8 ثوان وتغتصب امرأة واحدة كل 6 دقائق وهذا يعني حدوث 118 حالة اغتصاب لكل 100 ألف امرأة أعمارهن بين ( 15- 59)
وتتعرض أيضا للإكراه الجنسي بشكل خاص النساء المعتمدات اعتمادا شديدا على سلطة الذكور كالسجينات والمجندات في صفوف العسكريين واللاجئات والمدنيات وقت الحروب حيث ما زال الاغتصاب وقت الحرب شائعا وهناك عمليات توثيق مستفيضة له في الصراعات التي حدثت مؤخرا في أنحاء مختلفة من العالم وهو يستخدم وقت الحرب أو تشريد السكان أو الأشكال الأخرى المختلفة من انهيارات النظام الاجتماعي استخداما منتظما كأداة للتعذيب أو للسيطرة العرقية0
وللنساء اللواتي تعرضن لهذا الشكل من الاغتصاب وجدن صعوبة كبيرة في العودة إلى الحياة العادية حيث كثيرا ما وجدن أن الأسرة والأصدقاء يرفضونهن بسبب معاشرتهن للأعداء)0