في الآونة الأخــيرة أخذت ظاهرة تدخين الطلبة في المدارس تدق ناقوس الخطر وخاصة بين صغار الســـن التي تتراوح أعمارهم 12 -15عام.... وباتت مشـكلة حقيقية و وباء يطال الكبار والصغار اثر مفاخرتهم بحمل السجائر دون خجل أو خوف او تردد.
إذ من المؤســف أن نرى آفة العصر تسـربت إلى صغارنا.... فهم تجاوزوا بالتأكيد مرحلة التجريب إلى مرحلة الإدمان، والتي لا مهرب منها لمن هم في مثل سنهم إلا بالنصح والإرشــاد والتوجيه المستمر ، وجهد متضافر تتبناه المدرسة والأهل في ظل تغيب أولياء أمور وإدارات مدارس لرعاية الابناء .
مشهد رأيته امام بيتي الواقع بالقرب من مدرسة ذكور أساسية .. عصف بمشاعري ليصل بدوامته الى عقلي ويدفعني لأقول عندما رايت طلبة المرحلة الابتدائية ينفخون الدخان بخبرة وعفوية بالغة .....فمن يمر من قرب بعض مدارس الذكور وقت خروج الطلبة خاصة أيام الامتحانات يشاهد كيف يحرقون انفسهم ، ويمارسون التدخين بخبرة وجرأة ....وسمعنا الكثير بين همـــــسات بين الصغار عن وجود طالب في أحد صفوف المرحلة الابتدائية يتعاطى الدخان داخل دورة المياه؟؟ ....
جميعاً نتفق على خطورته صحياً خاصة لمن يتعاطاه في ســـن مبكرة حيث يسبب أمراضاً متعددة أبرزها والعياذ بالله سرطان الرئة والمريء ناهيك عن المشاكل الصحية للقلب والرئتين بشكل دائم..
لا أريد أن استــمر في عرض مخاطره..... إذ لابد من وضع ضوابط رادعة داخل المدرســـة بحيث يتم متابعة الحالة بشكل شامل أي متى بدأ الطالب التدخين.... ومن أين له تلك السيجارة.... ومن يشاركه التدخين .... وتبليغ ولي الامر .... ومحاسبة من باعة السجائر بهذه السهولة وقد نحتاج لمعرفة مصدر التمويل.. لأن الأمر قد يكشـــــف سلوكيات أخرى غير ســـوية..
تدخين هؤلاء الصغار والمراهقين مســـؤولية مشتركة على الجميع وليكن أول قرار منع بيع الصغار لمن تقل أعمارهم عن الثامنة عشــــرة السجائر .
حســب ما قرأت مؤخراً ....إن الآثار السلبية لتدخين الصغار على الصعيد الاجتماعي تكمن في أن المدخن الصغير دون علم أهله، مضطر إلى البحث عن أية وسيلة حتى لو كانت السرقة لتأمين ثمن السيجارة، وبالتأكيد أنها عادة اجتماعيــة مخلة قد تتدرج مع الطفل حتى تصبح جزءا من سـلوكه في الكبر كما أن اهتمام الطفل بالتدخين سيكون حتما على حساب تحصيله المدرســـي.... ويقول الأطباء أن تدخين الصغار فيه مخاطر على صحتهم أكثر من المدخنين الكبار، فأجزاء الجسم الداخلية تكون في مرحلة التكوين فسرعان ما يصاب الأطفال المدخنون بالأمراض وفي "ســن مبكرة "لأن مناعة الجســــم لديهم لم تكتمل بعد لذلك فهم أكثر عرضة في مستقبل حياتهم للإصابة بأمراض الرئتين والجهاز التنفســـي من غير المدخنين كما أن التدخين قد يكون سبباً في بطء نمو جســــم الطفل لما يرافق التدخين من تأثيرات فسيولوجية أو فقدان الشهية وغير ذلك .
نلاحظ أيضا إن أهم تركيز شــركات التبغ على صغار السـن في الدعاية لمنتجاتهم يعود إلى أن شركات التبغ ووكلاءها يعرفون تمام المعرفة أن سني الدراسة الأولية (أي أقل من 18 سنة) تعد الأنســب للترويج للتدخين.... وأغلب المدخنين بدأوا التدخين قبل ســـن الثامنة عشــــرة. فالدعاية الموجهة من شركات التبغ لا تثير الكثير من الانتباه لدى البالغين وإنما تلفت انتباه "صغار الســن " وتجعل خيالهم الجامح البســيط يصور أن التدخين هو الذي سيفتح لهم المستقبل وأبواب الرجولة والأن
ان الجهود في بلدنا الموجّهة لمحاربة التدخين هي بلا شك جهود حثيـثة وإلى حد كبير موفقــة فنجد أن وســائل الإعلام المحلية كافة تمنع بشكل كامل الدعاية الخاصة بالتدخين كما يمنع التدخين في قطاعات الحكومة والمؤسسات كافة حسب توجيهات من قبل وزارة الصحة مؤخرا .... وفي خطوة طيبة توعدت الوزارة المدخنين الذين يعمدون إلى خرق قانون الصحة العامة.
وفي تصوري أن أنجح وسـيلة هي المكافحة الوقائيـة وذلك بتوعية صغار السـن بمضار التدخين والوقوع في براثنه ...
وتزويدهم بالمثل الأعلى عن طريق سلوكنا أمامهم بشــــكل صحيح وصحي،
والجانب الآخر هو وضع برامج التوعية المناســبة ضد الدعاية الموجهة لصغار الســن من شركات التبغ؛وعمل حملات توعوية تثقيفية في المدارس ونشاطات هادفة تستنكر وتحذر من هذه الآفة كالمسرحيات والأغاني والرسوم ومجلات الحائط .
وإذا قرنت هذه الإجراءات بتوعية الطفـل من قبل والديه من ضرر التدخين على الصحة ؛ فإن النتيجة المتّوخاة ستكون إيجابية لحماية الجيل الصغير من خطر التدخين ومخاطره