الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أمابعد:
فقد أجاب أهل العلم عن ذلك فقالوا:
إن من عليه صيام واجب من قضاء رمضان ،أو من كفارة ،أو نحو ذلك ،فلا يصح له أن يجمعه مع صوم التطوع بنية واحدة لأن كلا من الصوم الواجب وصوم التطوع عبادة مقصودة مستقلة عن الأخرى
ولا تندرج تحتها فلا يصح أن يجمع بينهما بنية واحدة،وهذه المسألة ،هي المعروفة عند الفقهاء بمسألة التشريك.
وبيان حكمها بالتفصيل أنه إذا كان الجمع في الوسائل ،أو مما يتداخل صح التشريك بينهم،كما لو اغتسل الجنب يوم الجمعة للجمعة ولرفع الجنابة،فإن جنابته ترتفع ويحصل له ثواب غسل الجمعة.
وإن كانت إحدى العبادتين غير مقصودة ،والأخرى مقصودة بذاتها صح الجمع .كإنسان دخل المسجد في وقت الظهر فلو صلى السنة القبلية وجمع معها سنة تحية المسجد لأجزأه ذلك.لأن سنة تحية المسجد غير مقصودة بذاتها إذ المقصود هو شغل المكان بالصلاة.
وأما الجمع بين عبادتين مقصودتين بذاتهما كمسألتنا هذه فلا يصح لأن كل عبادة مستقلة عن الأخرى مقصودة بذاتها لاتندرج تحت العبادة الأخرى.وبقي إشكال وهو أن أكثر الذين يصومون الست من شوال يجمعون بين النيتين؟؟ فهل هذا الجمع يقع عن النيتين،أم عن نية القضاء ،أم عن نية التطوع ؟؟
اختلف أهل العلم في ذلك ،والراجح أنها تقع عن النية الأقوى وهي نية القضاء .والله أعلم مع تحيات أبو عمر*****