ذكرى حرب تشرين

هوامش مدونة على دفتر تشرين وحرب 6 تشرين التي قامت بها سوريا ومصر
ضد العدو الاسرائيلي وذلك لاستعادة هضبة الجولان المحتلة و سيناء وكانت النهاية
الحاسمة بتدمير خط بارليف وعبور قناة السويس واستعادة سيناء و مدينة القنيطرة

يروي لنا والدي الذي عاصر تلك الحرب وماقبلها أي نكسة 1967 وحرب الاستنزاف
التي تلتها عام 1968 ولغاية 1973 لحظة قيام الحرب التي قادتها سوريا ومصر
بقيادة الراحل انور السادات و الراحل حافظ الاسد بالاعتماد على المخابرات السورية
و المصرية بشكل كلي وحدد لها الساعة الثانية بعد الظهر .. بتاريخ 6 تشرين /أكتوبر/
الموافق لـ10 رمضان من عام 1973 .
منذ الأيام الأولى لقيام الحرب حقق الجانبين السوري و المصري الآهداف الاستراتيجية
المرجوة من نشوء تلك الحرب ، لكن الأيام الاخيرة لم تكن لصالح الجانبين السوري
و المصري بسبب دعم عسكري من الولايات المتحدة لإسرائيل ورغم وصول
دعم عسكري من روسيا ( الاتحاد السوفيتي ) لمصر وسوريا آنذاك
إلا أن ذلك ما كان ليمنع من تدمير حائط الصواريخ
مما أدى الى نهاية الى وجود ثغرة الدفرسوار بين الجيشين الثاني و الثالث
على امتداد الضفة الشرقية إلى قناة السويس .
مساعي الولايات المتحدة في تلك الفترة تكللت بالنجاح أخيراً في عقد (هدنة )
بين كل من سوريا ومصر واسرائيل هدنة لا تزال مستمرة الى الآن بين سوريا و اسرائيل
بينما حلت اتفاقية كامب ديفيد بديلاً للهدنة عام 1978 في مصر.

حرب 10 رمضان أو 6 تشرين ليست للذكرى فقط ولا للتغني على أطلال النصر المبكر
الذي تحقق على الجبهة السورية والمصرية فمن عاصر تلك الفترة يروي تفاصيل
تنوء بالخيال عن التذكار ..
فالطائرات المصرية استهدفت المطارات الاسرائيلية و تم فتح ثغرات في الساتر الترابي
وقامت القوات بشن غارات جوية مع قصف مدفعي على امتداد الجبهة ثم انتشرت القوات المصرية على الضفة الشرقية لقناة السويس
أما القوات السورية فلقد قامت بالهجوم على التحصينات الاسرائيلية في الجولان واخترقت
الخطوط الاسرائيلية وتم تحرير مدينة القنيطرة و جبل الشيخ .

حرب الاستنزاف او حرب 82 يوم .. كما تسمى في سوريا..
تابعت القوات السورية حربها ضد اسرائيل في بداية عام 1974 في محاولة لاسترداد وتحرير باقي أراضي الجولان، لكن مساعي الولايات المتحدة أدت إلى التوصل الى اتفاق بين
سوريا واسرائيل ينص على انسحاب اسرائيل الى حدود عام 1967 .

تعزيزات عربية لدعم الحرب ..
من العراق وصلنا 30.000 جندي +دبابات ومدرعات عدد 500 + وطائرات
و الى الجبهة المصرية وصل طائرات هوكر هنتر و وميغ21 وسوخوي 17

من الجزائر دعم يقدر بـ 2115 جندي - 192 ضابط -96 دبابة 32 آلية
12 مدفع - 16 مدفع مضاد للطيران -سرب طائرات ميغ 21 - ميغ 17 -سرب طائرات سوخوي

أما ليبيا فلقد قدمت 54 طائرة ميراج الى مصر - وطائرات اخرى ميراج20

الأردن و قد ارسل لوائين 40-90 الى الجبهة السورية.

المغرب ودعم للحرب بلواء مدرع الى الجبهة السورية و سرب طائرات اف 5 الى الجبهة المصرية

المملكة العربية السعودية :
قدمت القوات المسلحة السعودية الدعم الأتي إلى الجبهة السورية
لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي (3 أفواج) فوج مدرعات (42 مدرعة بانهارد + 18 ناقلة جنود مدرعة + 50 عربة شئون إدارية) فوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم - فوج المظلات الرابع
2 بطارية مدفعية عيار 155ملم -بطارية مضادة للطائرات عيار 40 ملم
سرية بندقية 106-ل8 - سرية بندقية 106-م-د-ل20
سرية إشارة -سرية سد الملاك -سرية هاون فصيلة صيانة مدرعات -سرية صيانة +سرية طبابة
وحدة بوليس حربي ..

السودان :أرسلت السودان لوائين مشاة إلى الجبهة المصرية بالإضافة إلى كتيبة وحدات خاصة


الكويت : أرسلت الكويت تشكيلين:
في الجبهة السورية: قوة الجهراء المجحفلة تقدر بلواء مكون من 4 كتائب ، كتيبة دبابات وكتيبة مدفعية وكتيبة مشاة آلية وكتيبة مشكلة من مشاة + المغاوير وسرية دفاع جوي وباقي سرايا الأسناد. في الجبهة المصرية: كتيبة مشاة متواجدة قبل الحرب و سرب هوكر هنتر مكون من 5 أخر أيام الحرب وبقي في مصر حتى منتصف 1974.

تونس : كتيبة مشاة قوامها حوالي 1000 جندي إلى الجبهة المصرية نشرت في منطقة دلتا النيل


ونعود ..
السؤال الذي يطرح في عقل كل مواطن عربي سواء من دول المواجهة (سوريا و مصر)
أو من بقية الدول العربية التي دعمت حرب 6 تشرين بالسلاح و الذخيرة و الجيش ..
لماذا توقفت تلك الحرب وبأمر ممن .. وفي حال كانت استمرت هل كنا سنمتلك خارطة
أخرى للعالم العربي وللصراع العربي الاسرائيلي ..
وعاد المحارب القديم لا يحمل سوى صدى الطائرات في أذنية و مشاهد النصر في عينيه
ولكن عقله يتسائل لماذا لم نتابع الحرب .. و قضينا على اسرائيل ..
من هنا يظل السؤال المشروع الذي يطرح نفسه علينا منذ حرب تشرين حتى الآن رغم كل المحن التي تعرضت لها سورية هو : لماذا لم تسقط سورية أمام كل هذه التحديات كما سقط غيرها ؟ !‏

إنّ من يطلع على واقع سورية الداخلي سيجد أن قوة سورية تأتي من قوة إرادة شعبها وإيمان هذا الشعب بقضيته التي هي قضية هذه الأمة، فعلى الرغم من كل المشككين بهذه الإرادة واللحمة الوطنية من داخل سورية وخارجها فقد جاءت الأيام لتثبت صحة هذا الانتماء وهذه اللحمة وذلك بعد أن سقطت كل الأقنعة المزيفة والمتاجرة باسم العروبة والاسلام معاً أثناء قيام حرب لبنان الأخيرة وبعدها.‏

إن حرب لبنان الأخيرة عرّت الجميع أمام الحقيقة ،حقيقة مَن مع ومَن ضد قضايا العرب فكانت سورية ،وشعب سورية هم الذين أجابوا بمواقفهم تجاه هذه الحرب عن السؤال المطروح أعلاه .‏

هذه هي سورية بشعبها وقيادتها الحكيمة ، كانت ولم تزل يداً واحدة من أجل بناء سورية والدفاع عن قضايا الأمة المصيرية ... ستظل سورية بهذا الشعب وبلحمته الوطنية وبقيادته قوية شامخة تعمل بكل ما تملك من أجل استقرار سورية وبنائها دائماً نحو العزة والكرامة أولاً و لتظلَّ الحصن المنيع أمام كل المؤامرات التي تحاك تجاه قضايا هذه الأمة ثانياً