حوادث مرورية يومية تشهدها معابر القطارات في تقاطعها مع طرق تشهد حركة مرورية كبيرة، الأضرار تتراوح هنا بين مادية وبشرية، والسبب هو افتقار تلك المعابر لمقوّمات السلامة كالمطبات والحواجز وغير ذلك، فضلاً عن عدم تقيُّد أصحاب المركبات بالتعلميات المرورية.
وأشار إلى أن هناك من يركن سيارته على السكة لذلك سائق القطار يطفئ المحرّك قبل عشرين متراً من السيارة بعد أن يراها.
¶ معبر سبينة
معبر سبينة لم يكن حاله أفضل من معبر العسالي فهو الآخر كثيراً ما توقف على سكته القطار نتيجة اقترابه من سيارة، شارد صاحبها أو غير ملتزم بتنبيه حارس المعبر إلى قدوم قطار، وما يمكن أن يذكر هو جرُّ القطار لطفل راكب لدراجته لبضعة أمتار نتيجة تعلق ثيابه به وهذا ما سبب له بعض الجروح بعد توقف القطار مضطراً.
حارس المعبر نوَّه بأن الإشارات الضوئية موجودة ولكنها غير مفعَّلة وكذلك الأجراس قائلاً: طالبنا المديرية كثيراً ولكن لا حياة لمن تنادي وبالنسبة للحواجز ليس لدينا سوى حاجز بشكل سكة وهي أسوأ من حاجز العمود التي كانت موجودة، منوّهاً بوجود كثافة مرورية عند معبري سبينة والعسالي وهذا ما يقتضي ضرورة الاهتمام بهما أكثر من غيرهما. أشار إلى عدم وجود اهتمام بالحواجز الأخرى كمعبري صهيا والتركمانية اللذين يفتقران إلى أجهزة إنذار ومطبات، غسولة وبلالية وبحارية والجيش.
¶ 3 أمتار
حارس المعبر أوضح قائلاً: من المفترض أن تتوقف السيارة قبل سكة القطار على الأقل 3 أمتار ولكن الذي يحدث أنها تكون ملاصقة للسكة، مشيراً إلى عدم وجود التقنية التي من المفترض أن تتواجد حيث يعتمد على جرس صغير .
¶ وللمعني رأيه
المهندس رضوان تكريتي مدير مديرية فرع دمشق للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية قال لـ"بلدنا": المعابر المحروسة يكون عليها حارس ينظم حركة السير قد تكون مزوَّدة بحاجز آلي أو تغلق يدوياً والذي يحدد المعابر فيما إذا كانت محروسة أو غير محروسة هي عدة أمور منها كثافة السير على المعبر والمقصود به ليس كثافة حركة السيارات فقط أو القطارات، فإذا كان المعبر تمرُّ عليه كل دقيقة 10 سيارات ولكن لا يمرُّ عليه سوى قطار واحد فهو معبر ليس عليه كثافة سير، فالذي يحدّد كثافة السير هو عدد السيارات التي تعبر المعبر وكذلك عدد القطارات التي تعبر منه فهذا الذي يحدّد كون المعبر محروساً أم غير محروس.
¶كثافة سير !
وفيما يخصُّ معابر العسالي والحجر الأسود الموجودين ضمن المدينة أوضح التكريتي قائلاً: اتخذنا بحقّ هذين المعبرين أكثر من إجراء كتخفيض حركة القطارات لأكثر من 40 كيلومتراً في الساعة وهي أقل من سرعته الحقيقية التي تصل إلى 130 كيلومتراً في الساعة، وكذلك للحفاظ على مرور آمن في المعابر، وقد زوّدت المعابر بحواجز آلية بالنسبة للعسالي ويدوية كحاجزي الحجر الأسود وسبينة وهناك معاناة شديدة بالنسبة للحواجز اليدوية والآلية نتيجة لكثافة سير الآليات وعدم التزام أصحاب السيارات بالتعلميات.
¶إجراءات متخذة
تكريتي بيَّن أن المديرية اتخذت جملة من الإجراءات فيما يخصُّ معبر العسالي كزيادة عدد وسائل الأمان كوضع أجهزة إنذار ووضع مكبّر صوت وإنارة زائدة، مشيراً إلى أنه تمَّ تركيب حاجز مؤخراً إلا أن الحارس لا يستطيع أن ينزل الحاجز نتيجة كثافة السير لذلك انكسر الحاجز خلال شهر واحد 3 مرات، كل ذلك بسبب كثافة السير وعدم التزام السائقين بإشارات الحاجز.
¶40 كم/ سا سرعة القطار
وعن عدم تفعيل الإشارات الضوئية في معبر سبينة قال تكريتي: إنها للحواجز الآلية التي تغلق آلياً أثناء مرور القطار وهي عادة تكون للمعابر التي عليها سرعات كبيرة وقد كانت موجودة في الأساس عندما أنشئ الخط عام 1983 ولكن نتيجة كثافة السير أثبتت عدم جدواها لأنها أصبحت كل يوم تتعرَّض للضرر ونتيجة لكثرة الأعطال خرجت عن العمل لذلك خففنا السير إلى 40 كم/ سا وهذا الإجراء من المفترض أن يمنع وقوع أيّ حادث على الممرات ولكن للأسف نجد أن الحارس يكون واقفاً ويؤشر للسيارات لأن تتوقف ليتفاجأ أن السائق قطع الحاجز واصطدم بالقطار. وعن عدم تواجد المطبات قبل المعابر أوضح قائلاً: طالبنا مديرية الخدمات الفنية لمحافظة دمشق وريفها وقد راسلناها مراراً بضرورة وضع هذه المطبات. وأما فيما يخصُّ عدم تخديم معابر التركمانية وسبينة أوضح بأنه إذا كان الوضع كذلك فإننا سنعالج هذا الموضوع.
¶صاحب المركبة يتحمَّل المسؤولية
تكريتي أكد أن صاحب المركبة يتحمَّل كامل المسؤولية فيما يخصُّ الحوادث التي تحدث مشيراً إلى أن الاصطدام الذي يحدث بين القطار والسيارة هو في محصّلته سببه صاحب المركبة الذي يتجاهل التعليمات، فقانون السير يقول إنه لا يجوز أن تجتاز السكة قبل أن تتأكد من خلوها ولكن الذي يحصل أن السائق لا يتأكد من ذلك مشيراً إلى أن الذي لا يلتزم بالتعلميات يخالف على الفور.
¶نفق بين سبينة والقدم!
وختم تكريتي حديثه قائلاً: نحن بصدد إعداد دراسة تقوم بها شركة إيطالية متخصّصة لتطوير محطة سبينة ومحطة القدم والخط بين سبينة والقدم ونتيجة الدراسة تبيَّنت ضرورة أن يكون بين سبينة والقدم نفق تحت الأرض وعند تنفيذ هذا النفق سوف لن يكون هناك تقاطع .
¶ كلمة أخيرة
لا شكَّ أن الاهتمام بمعابر القطارات هو إيلاء الاهتمام بواقع النقل السككي أيضاً، نظراً لما يمكن أن يتعرَّض له القطار من توقفات كثيرة قبل المعبر أو عليه، متجنباً وجود سيارة عليه أو شخص أو بسبب الكثافة المرورية التي يشهدها المعبر، ولعلَّ هذا يأتي من تعاون مديرية هندسة الطرق والمرور التي يفترض أن تضع مطبات قبل كلّ معبر، فضلاً عن ضرورة أن تهتمَّ المؤسَّسة العامة للخط الحديدي عبر مديرياتها بسلامة المعابر من حيث توفر كافة عناصر السلامة، والأهم من ذلك كله هو التزام أصحاب المركبات بكافة التعلميات التي يصدرها حراس كلّ معبر تجنباً للحوادث.
منقول