سلوگيات سيئة تفسد على المسلمين روحانية العبادة

على الرغم من أن المسلم يتجه لبيوت الله تلبية لنداء الحق لأداء الصلوات في أوقاتها إلا أن هناك العديد من التصرفات والصور السيئة التي تصاحب تلك العبادات نتيجة للجهل أو اللا مبالاة أو التهاون.

في البداية يقول الشيخ سعد السهيمي – إمام مسجد – إن هناك فعلاً عدداً من التصرفات السيئة التي نراها مصاحبة للعبادات لعل في مقدمتها موضوع الافتراش أثناء موسم الحج والذي تسعى الدولة ممثلة في الأجهزة المختلفة للقضاء عليها وقد لاحظنا انخفاضها عن الأعوام السابقة وهي في طريقها للزوال وتحتاج إلى تكاتف حملات الحج مع الدولة، وقبل ذلك تكاتف دولهم مع المملكة بتوعية حجاج بلدانهم بالبعد عن الافتراش كما أن على الجهات المعنية تطبيق أشد العقوبات بحق من يفعل ذلك سواء حجاج الداخل أو الخارج. وأضاف الشيخ السهيمي أن هناك تصرفاً سيئاً يقع فيه عدد كبير من المسلمين من كافة الجنسيات وهو من التصرفات الفوضوية ألا وهو عدم إغلاق جهاز الجوال عند الدخول لبيت الله أو على الأقل تقديراً واحتراماً لبيت الله وعدم إزعاج المصلين وضعه على الصامت، فهناك جوالات مع كبار السن ومع الأسف تضم مقاطع موسيقية ليس مكانها بيت الله مكان العبادة وطلب الثواب، بل هناك أمور سيئة أخرى تتمثَّل في أصوات وكلمات مع الرنات تخدش الحياء والذوق، والشيء المؤسف أن ذلك المستهتر اللا مبالي عندما يرن جواله ليته يبادر بسرعة ويغلقه الذي يحدث أنه وبكل استهتار وجهل وعدم احترام لبيت الله واحترام مشاعر المصلين يتركه يرن مزهواً به وبما يسمعه وهو لا يعلم بأنه يرتكب إثماً. كما أن هناك صوراً سيئة أخرى تتمثَّل في اصطحاب الآباء لأطفالهم الرضع والصغار الذين لا يدركون حتى التوجيه، حيث يتركون أطفالهم يعبثون ويلعبون ويزعجون المصلين، كما أن بعض يحضرون مع أولياء أمورهم ويحولون المسجد لمجلس سمر كما يضايقون المصلين بركضهم ولعبهم بالمسجد أو بالقرب منه كما أن معظمهم حولوا المسجد لساحة ترفيه وعندما يقوم إمام المسجد بالتنبيه على الآباء لضرورة مراقبة أبنائهم تجد رؤوسنا منخفضة لكن لا شيء يتغير.

روائح أثناء الصلاة
وقال: ومن التصرفات أثناء الحضور للمسجد الروائح كروائح البصل والثوم، ونبينا صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا” (متفق عليه). وفي رواية لمسلم: “من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذي منه بنو آدم” كما أشار السهيمي إلى صور أخرى وتصرفات تحدث أثناء تأدية العبادات ومنها كثرة قطع الصلاة وهذا الشيء فيه وعيد شديد، لقوله صلى الله عليه وسلم: “لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه” (رواه البخاري ومسلم). علماً بأن بعض العلماء قد أجاز المرور أمام المصلي في المساجد التي بها زحام شديد كالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
ويواصل الشيخ السهيمي حديثه للدعوة فيقول: هناك ممارسات أقل ما يقال عنها أنها فوضوية ومنها الذهاب لبيوت الله بشكل مستمر لأداء الصلاة في ملابس رياضية عليها بعض العبارات المخلة بالأدب والأخلاق والذوق، مع العلم بأن الواجب يحتم على المسلم أن يرتدي عند ذهابه للمساجد أفضل الملابس لأننا نقابل رب العزة والجلال الذي وجهنا إلى أخذ زينتنا عند كل مسجد ولكن مع الأسف بعض الناس قد يلبسها بجهل والأفضل أن يذهب لبيت الله مرتدياً أفضل ثيابه أو ما يليق ببيت الله. وختم الشيخ السهيمي مشاركته بذكر إحدى الصور السيئة ومنها عدم تسوية الصفوف من قبل بعض المصلين، كذلك عدم إكمال الصفوف وهذا مخالف للسنَّة.

المظهر الحسن
من جانبه يقول المعلم إبراهيم عبدالرحمن أبا الحسن – معلم مرحلة ابتدائية في مدينة الدلم -: يجب على كل مسلم أن يتقي الله في كل تصرفاته التي يعتقد بفعلها جاهلاً أو عادة أنه على صواب دون معرفة ضررها على دينه وعلى الآخرين. ومن العادات السيئة أو الصور التي نشاهدها أثناء تأديتنا لعباداتنا حضور عدد كبير من المصلين من إخواننا المسلمين من فئة العمال للمساجد بملابس لا تليق ببيت الله وروائحهم كريهة تشمئز منها الأنفس وتؤذي المصلين أثناء صلاتهم، هذه الروائح مصدرها الجسم بسبب قلة النظافة، وهذا شيء ينبغي على الإمام التنبيه عليه لأن النظافة من الإيمان كما ذكر أبا الحسن صورة سيئة أخرى ألا وهي ترك الأطفال يلعبون بالكرة جوار المساجد دون حسيب أو رقيب رغم مساعي الإمام والموذن لإبداء النصح لكن أولئك الشباب أو الصغار لا يصغون لذا على أولياء الأمور مراقبة فلذات أكبادهم لأن ما يقومون به يشوش على المصلين ونخشى عليهم من دعوات المصلين.

غياب الوعي
من جانبه يقول الشيخ فهد بن محمد الدخيني – إمام مسجد – إن هناك صوراً وتصرفات سيئة مؤلمة تحدث بالمساجد تدل على انعدام الوعي والفكر لدى من يقومون بها وعلى سبيل المثال كثير من مرتادي المساجد يقومون بوضع أحذيتهم على فرش وسجاد المسجد، تخيل كيف يكون وضع ذلك الفرش والسجاد الطاهرة النظيفة بعد وضع الأحذية بقاذرواتها عليها، تخيل تكون خارج من دورات المياه بنجاسات ثم تدوس على سجاد وفرش المسجد الطاهرة ترى هل يفعل هذا في سجاد أو فرش بيته مع العلم بأنه تم توفير صناديق بالمساجد لوضع الأحذية بها خارج المسجد، الشيء الأدهى والأمر هو إصرار عدد من المتخلفين سلوكياً على وضع أحذيتهم أمام صفوف المصلين وهذا التصرف يدل على قلة أدب وحياء وانعدام الذوق لدى من يقومون بتلك التصرفات، وهذا الشيء يلام فيه الجميع ومنهم إمام المسجد والمؤذن اللذان يفترض فيهما الاعتراض وتوبيخ كل من يقوم بتلك التصرفات ورمي حذائه خارج المسجد لكي يكون أصحابها عبرة لغيرهم كما أن على المصلين وجماعة المسجد التعاون لمنع مثل تلك التصرفات حرصاً على نظافة بيوت الله.

صيانة المساجد
من جانبه يقول المواطن خالد الهديب، سكرتير رئيس بلدية الحلوة: نشاهد في كل يوم وفي كل وقت نذهب فيه لبيوت الله تصرفات تدل على الاستهانة والاستهتار ببيوت الله ومنها ما نشاهده عند زيارتنا للمساجد بمدننا أو عند أدائنا العمرة أو الحج ومن هذه الأشياء السيئة إهمال مرتادي دورات المياه بالمساجد للنظافة بعد الانتهاء من قضاء حاجتهم، حيث يتركون الدورات بحالة يرثى لها، حيث لا يصدق العاقل أن شخصاً سوياً هو من قام بذلك، ترى هل يقوم بذلك التصرف في دورات منزله فمن الواجب علينا أن نُولي كل ما يتعلق ببيوت الله وكل ما يتبع لها جلَّ العناية والاهتمام كذلك هناك إهمال في موضوع الحرص على صيانة المساجد من حيث التسربات وصيانة الأبواب والإنارة ومكبرات الصوت والفرش.

مسؤولية الجميع
من جانبه يقول الشيخ حامد الأحمري – الداعية الإسلامي المعروف: إن موضوع نظافة المساجد أمر في غاية الأهمية، كذلك صيانتها، حيث تقع مسؤولية ذلك علينا جميعاً لكي نتعاون لتحقيق ما فيه مصلحة المساجد ونظافتها وصيانتها وخصوصاً أنه ورد الأمر بصيانتها وحفظها من الأقذار والنجاسات والفضلات حتى تحظى بالنظافة والشكل الحسن. وضرب مثلاً بتلك المرأة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم التي كانت تقوم بتنظيف المسجد وعندما علم الرسول بوفاتها صلى على قبرها. وقد ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله تعالى والصلاة وقراءة القرآن.

سلوكيات سيئة
مشاركاً معنا في القضية قال الأستاذ والتربوي أحمد بن سعد الأحمري: إننا نلاحظ كل يوم العديد من الصور السيئة التي تحدث أمامنا عند تأديتنا للعبادات في المساجد وعندما نبادر محاولين تغييرها أو تقديم النصح يكون جزاؤنا سيلاً من عبارات الشتم والاحتقار والإهانات، ولولا أننا ندرك أننا ببيت من بيوت الله لما سكتنا. كما قال: إنه لشيء مؤسف ما وصل إليه حال المسلمين وقيامهم بتصرفات تسيء للعبادات أو لمؤدينها بكل استهتار وعدم اهتمام. وعلى سبيل المثال ذلك الكم الهائل من الأحذية التي تُرمى يميناً وشمالاً داخل المساجد دون الاهتمام أين وضعت وهل هي بمكانها المناسب المخصص أم على فرش وسجاد المسجد النظيف الطاهر، وهذا بلا شك سلوك غير حضاري يدل على دناءة وضعف النفس وعدم احترام بيوت الله ولو كان يدرك معنى النظافة وأنها من الإيمان لما فعل فعلته تلك سلوگيات سيئة تفسد على المسلمين روحانية العبادة Salah

سلوگيات سيئة تفسد على المسلمين روحانية العبادة Salah