خلال إعلان انطلاق "الحملة الوطنية للدفاع عن الأسرى"
هنية يدعو القمة العربية إلى تبني قضية الأسرى
[ 02/03/2010 - 01:44 م ]
هنية يتوسط منصة حضور مؤتمر انطلاق نصرة الأسرى
دعا إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية القمةَ العربيةَ التي ستنعقد في الجماهيرية الليبية نهاية آذار (مارس) الجاري إلى تفعيل قضية الأسرى الفلسطينيين، ووضعها محلَّ الاهتمام العربي الرسمي.
وحثَّ هنية -في كلمته اليوم الثلاثاء (2-3)، خلال إعلان انطلاق "الحملة الوطنية العليا للدفاع عن حقوق الأسرى"- الزعماءَ العربَ على تبنِّي قضية الأسرى في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية، وطرْق كل الأبواب لتفعيل هذه القضية.
وطالب القمة بالعمل على إنشاء صندوق يسمَّى "صندوق الأسرى الفلسطينيين"؛ لدعمهم ودعم عوائلهم، وتأمين الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم، وأن يكون صندوقًا عربيًّا وإسلاميًّا تضخُّ فيه من الأموال ما تستحقه هذه القضية التي تحتاج إلى الدعم المالي، ليس فقط من أجل إعالة الأسرى وذويهم، وإنما من أجل المتابعة القانونية لهذا الملف.
وأشار إلى أن ذلك سيمكِّن "وزارة الأسرى" من البدء في رفع قضايا في المحاكم الدولية حول انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى، سواء في عملية الأسرى أو المعاناة التي يعيشونها.
وحثَّ هنية الإعلام العربي الرسمي على أن يفسح مساحةً واسعةً للأسرى الفلسطينيين، لافتًا إلى أن حجم التغطية الحالية لا يوازي حجم القضية، وعبَّر عن أمله أن تكون القمة منعطفًا مهمًّا، وقال: "ينتظر شعبنا قراراتٍ واضحةً بهذا الشأن".
وقال إن عام 2010م هو عام الأسرى، لافتًا إلى أن ذلك لا يعني أن هذا الملف كان غائبًا، وإنما سيتمُّ التركيز عليه، كما هو الحال بالنسبة لاعتداءات الاحتلال المتصاعدة في القدس المحتلة، مضيفًا أن "إعلان عام 2010م عام الأسرى؛ لا يعني أن قضيتهم ستحتلُّ اهتمامًا هذا العام وفقط، بل لدينا خطةٌ ورؤيةٌ لحلِّ الملف وتفعيله في الساحات العربية والإسلامية والأوروبية".
وأشار إلى أن وزير الأسرى محمد فرج الغول عرض على مجلس الوزراء مؤخرًا خطة عمل لتفعيل هذه القضية واعتبار 2010م عام الأسرى، تتضمن مجالات التحرك القانوني والإنساني والسياسي والعالمي، كما عرض الاتصالات التي قامت بها الوزارة مع المختصين ومع أبناء شعبنا الذين يعيشون في الساحات الأوروبية.
وقال: "سيكون هناك نشاطٌ كبيرٌ جدًّا في الساحة الأوروبية، يتبنَّاه قادة فلسطينيون في الخارج، حتى نقاوم الإعلام "الإسرائيلي" المضلل، فالساحة الغربية من ساحات التنافس بيننا وبين الاحتلال؛ حيث هناك آلة "إسرائيلية" تحوِّل الجلاَّد إلى ضحية والضحية إلى جلاد".
وأضاف: "نحن اليوم إنما نقوم بالواجب، وهو انعكاسٌ لمسؤوليتنا أمام شعبنا، وأن يكون 2010م عام الأسرى؛ يعني أن الحكومة والتشريعي والشعب سيعملون معًا من أجل الأسرى بكل الوسائل والسبل، وأن يحتل هذا الملف الاهتمام الإعلامي والقانوني، ومن هنا سنبدأ".
وشدَّد على أن تفعيل قضية الأسرى محليًّا وعربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا واجبٌ شرعيٌ، والتزامٌ دينيٌ وأخلاقي وسياسي وقيمي، لا يمكن لمسؤول أن يتخلى عنه.
وأعرب عن تقديره لحضور النخبة السياسية الفلسطينية للحفل، معتبرًا أن مشاركة النخبة في افتتاح هذه الحملة يدلُّ على أن قضية الأسرى ليست قضيةً هامشيةً، بل تحتلُّ سلَّم أولويات العمل الوطني والإسلامي.
وتوجَّه هنية بالتحية العطرة إلى الأسرى أبطال فلسطين، وإلى ذويهم وزوجاتهم وأمهامهم وأخواتهم وعوائلهم، مؤكدًا التزام حكومته التامَّ تجاه الأسرى وذويهم، وقال: "سنعمل بكل الوسائل من أجل تحريرهم وعودتهم أبطالاً إلى ميدان العمل من أجل فلسطين، كل فلسطين".
وأشار إلى قيام الاحتلال الصهيوني بخداع العالم، من خلال تضخيم قضية أسير واحد لديهم، الجندي الصهيوني غلعاد شاليط، لدرجة أن جميع من يتصل بالحركة يتحدث في شأنه، بينما يتناسى هؤلاء معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم من أسيرات ومرضى وشيوخ وأطفال.
من جهة أخرى أعرب هنية عن تضامنه الكامل مع الشيخ النائب حسن يوسف؛ الذي يتعرَّض لمحنة وابتلاء شديد؛ على خلفية انحراف نجله مصعب الذي أعلن براءته التامَّة منه.
وقال هنية -الذي أجرى في وقت سابق اتصالاً هاتفيًّا مع عائلة القيادي يوسف-: "نؤكد أن مقام الشيخ حسن يوسف الكبير لن يُمسَّ بفعل فاعل، ولا دناءة وسقوط ولد.. الكبار يبقون كبارًا، والأنبياء تعرَّضوا لمثل ما تعرَّض له".
وأضاف: "نؤكد تضامننا معه ومع عائلته الكريمة المجاهدة".
نقلا عن المركز الفلسطيني للإعلام